إذا كنتم تعبرون جبال الألب النمسوية حول منطقة سالزبورغ، لا تفاجَأوا إن سمعتم أشخاصاً يغنون اليودل الذي راج مجدداً والذي خُصصت له حصص يتعلمها المتنزهون. ففي قلب المراعي الخضراء التي تزينها قمم الألب المكسوة بالثلوج التي خلدتها الممثلة جولي أندروز في فيلم «صوت الموسيقى» عام 1965، يقوم السياح بنزهة على الأقدام لتعلم اليودل، في مبادرة هي الأولى من نوعها. ويتخلل مراحل النزهة التي تقع على ارتفاع ألفي متر تقريباً بوقان عملاقان وجرس ضخم وأكسسوارات أخرى. ومع أن كلمات اليودل خالية من المعنى، فإن إتقان غنائه الذي يجمع بين الطبقات الحادة والجهيرة يتطلب دراسة. ومن الضروري ألا يشعر المبتدئون بالإحراج وهم يطلقون أصواتاً معينة بينما تحيط بهم الأبقار. وتقول أستريد برشتالر: «أنا مندهشة ومتحمسة جداً»، وتضيف خبيرة التغذية التي اجتازت نحو 200 كيلومتر للانضمام إلى مجموعة لتعلم الغناء: «لطالما اعتقدت أن اليودل مخصص لحفنة من الأشخاص». وتعود فكرة تعلم اليودل أثناء التنزه إلى كريستيان إيدر الذي يدير فندقاً في منطقة سالزبورغ والذي تعلم قبل سنتين أصول هذا الغناء الخاص بجبال الألب. ويقول: «اليودل أسطوري نوعاً ما والناس يعتقدون أنه صعب ربما لأنه ليس شائعاً كثيراً». وكان الرعاة في الألب يلجأون إلى اليودل ليتواصلوا بين الجبال والوديان. ونجد هذا النوع من الغناء في النمسا وسويسرا وجنوب ألمانيا وشمال إيطاليا.