ما يزال الموسيقار موزارت الذي نشأ في مدينة سالزبورج النمساوية الساحرة يجذب الكثير من محبي وعشاق الموسيقى من جميع أنحاء العالم. وأعلن أخيراً معهد سالزبورج موزارت أن محاضرا جامعيا في النمسا عثر في مفكرة تعود إلى عام 1780 على نوتة موسيقية للبيانو لم تعرف سابقا من مؤلفات موزارت. وأكد مدير المعهد أورليخ ليزينجر أن المقطوعة الموسيقية تتطابق من ناحية الأسلوب مع أخريات لموزارت، حينما كان شابا. وتم عزف المقطوعة المكتشفة حديثا في مقر موزارت في سالزبورج في 23 مارس الماضي. ويعتبر موزارت من أشهر المبدعين في تاريخ الموسيقى برغم أن حياته كانت قصيرة، فقط مات عن عمر يناهز 35 عاما، وقد قاد فرقة الأوركسترا في القصر الإمبراطوري وهو في السابعة من عمره. ولد فولفجان مادوس موزارت في (جيتريديجاس) بأحد مباني سالزبورج العريقة في 27 يناير 1756 وأبدع وألّف أكثر من 350 عملا فنيا في هذه المدينة، تلك الأعمال التي شكّلت حجر الأساس لشهرة موزارت اليوم في هذا المجال، وفتحت صفحات جديدة في تاريخ الموسيقى. ف"موزارت" موجود في كل مكان تذهب إليه في "سالزبورج"، في الحفلات، الأوبرا، المتاحف، النصب التذكارية في الساحات، القصور، حتى في الحلويات مثل الحلويات السالزبورغية الشهيرة (موزارت كيوجل). ومنذ عام 2009 اتخذ مسقط رأس موزارت منحى جديدا في المدينة. فقد تمت الاستفادة من المنزل الحقيقي ل"موزارت" بإقامة معرض فني لتسليط الضوء على حياته مع عائلته، وثقافته، وطباعه، وميوله وعلاقات أفراد أسرته مع بعضها البعض. تعدّ سالزبورغ رابع أكبر مدينة في النمسا، وعاصمة مقاطعة سالزبورغ، التي تدعى سالزبورغرلاند. وتقع على ضفاف نهر "سالزاخ" وتحتضنها الجبال الشاهقة. أما مركز المدينة القديم ل"سالزبورغ" المعروف بطرازه المعماري العريق فيعود للطراز الباروكي (أسلوب فني يرجع إلى القرن السابع عشر الميلادي).. لذلك تمّ إدراجها ضمن المواقع التراثية العالمية في منظمة اليونسكو سنة 1997، كما تُعتبر سالزبورغ بمثابة العاصمة الثقافية للنمسا، ويُطلق عليها (مسرح العالم) لكثرة مهرجاناتها الثقافية. عُرفت أيضا سالزبورغ بسحرها الفريد وجمال طبيعتها الخلابة، وقربها من سلسلة جبال الألب. ومنحتها شهرة أخرى مشاهد فيلم "صوت الموسيقى" الذي عُرض عام 1965. تشغل اليوم مدينة سالزبورغ موقعا مركزيا مناسبا وتعد ملتقى طرق سياحية هامة، الأمر الذي جعلها وجهة ومقصدا سياحيا مرغوبا للسياح، إذ يزورها سنويا وفقا لآخر الإحصاءات حوالي 6.5 ملايين زائر. أسهل طريقة لاستكشاف سالزبورغ هي استخدام (بطاقة سالزبورغ) التي تتيح حرية الوصول إلى جميع الأماكن السياحية في المدينة، فضلا عن الاستخدام المجاني لوسائل النقل العام.