يندر جداً أن أتفق مع جميع القراء على موضوع، وأعترف بأنني لا أذكر اليوم آخر مرة اتفقنا، غير انني سعدت ان أجد القراء كلهم اصحاب رأي واحد في رفض إهانة نبي الله في فيلم بذيء كأصحابه. أوقح ما قرأت دفاعاً عن صانعي الفيلم زعم أنصار اسرائيل ان التعديل الاول للدستور الاميركي الذي يضمن حرية الرأي والكلام يحمي حقهم في قول ما يريدون عن الرسول ورسالته. الدستور الاميركي بتعديلاته يحمي حق الاميركيين في الكلام عن بعضهم بعضاً، ولكن، هو دستور أميركي وليس دستوراًً عالمياً، ولا أفهم كيف يحمي هذا الدستور حق أي أميركي في إثارة نعرات طائفية والتسبب في موت الناس حول العالم، بعد ان تعمّد إهانة رسول الله في فيلم صنع لاستثارة المسلمين المؤمنين المحافظين. حرية الكلام على الطريقة الاميركية والاوروبية تمنع إنكار المحرقة النازية وتعاقب من ينكرها بغرامات كبيرة والسجن، إلا انها تبيح على ما يبدو إهانة دين توحيدي ونبيه والمؤمنين به. هذا فجور وجدته في مقال نشرته جريدة «كريستيان ساينس مونيتور»، وهي معتدلة عادة، عنوانه «يجب ألا تعتذر أميركا عن قيم تتعارض مع إسلام عدائي». من الذي اعتدى على من؟ أفضل مما سبق رسم كاريكاتوري في «الهيرالد تريبيون» يظهر فيه مسلمون متظاهرون غاضبون على جانب، وأميركيون يرفعون التعديل الاول للدستور على الجانب الآخر، وبينهما رجل يقول: هل يمكن ان نتفق على ان الفيديو سيّء جداً؟ شخصياً سأقبل التعديل الاول عندما يشمل حق إنكار المحرقة النازية، مع انني لا أنكرها شخصياً، وانما قلت دائماً ان ستة ملايين يهودي قضوا فيها. وأبقى مع شيء له بعد اسرائيلي، فبعد ان أشرت في هذه الزاوية الى قائمة «أهم مئة امرأة» في العالم، وسجلت ان بين أول عشرين امرأة مهمة أربع يهوديات، تلقيت طلبات من قراء يريدون ارسال القائمة كلها، أو ارسال قائمة «أهم مئة رجل» إن وجدت. هي موجودة، وقد ارسلتها لطالبيها. ولكن ازيد للقراء جميعاً انني وقعت على قائمة بأهم عشرة يهود في العالم، وأولهم مارك زوكربرغ، مؤسس فايسبوك، مع شرح عنه تجاوز طرح أسهم شركته في اكتتاب عام، وسقوط الاسعار بسرعة، واحتجاج صغار حملة الاسهم. اهم مما سبق ان القائمة ضمّت بنيامين نتانياهو ثانياً، وايهود باراك رابعاً وبني غانتز، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، خامساً، ومائير داغان، رئيس الموساد الاسبق، سادساً. وكان بين الاسماء الاخرى المعروفة دنيس روس، الوسيط في عملية السلام، وبن برنانكه، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي (أي البنك المركزي). قائمة من عشرة اشخاص ضمت اربعة مجرمي حرب ارهابيين قتلة، وأراهم يمثلون حكومات اسرائيل خير تمثيل، مع اصراري على ان غالبية اليهود حول العالم ليبراليون وسطيون وبينهم دعاة سلام نشطون جداً، وحكومة اسرائيل تمثل المتطرفين فقط. وبدأت بوقاحة لأنصار اسرائيل وأختتم بأخرى، فقد رفض منظمو اولمبياد لندن قبول إحياء ذكرى «مجزرة» الرياضيين اليهود في العاب ميونخ سنة 1972 التي حضرتها وكتبت عنها غير مرة، فالرهائن لم يقتلهم المسلّحون الفلسطينيون الذي كانوا يريدونهم أحياء لمقايضتهم بأسراهم، وإنما سقطوا في كمين فاشل للشرطة الالمانية حاول اطلاقهم. وليكود أميركا لم يوقفوا حملتهم بعد التغطية بهجوم ميونخ على جرائم اسرائيل اليومية، فهناك جريمة اسرائيلية كل يوم وخبر عن ميونخ أو غيرها لتحويل الانظار عن الجريمة. أحد عشر رياضياً اسرائيلياً قتلوا قبل 40 سنة، وهناك 1500 قاصر فلسطيني، أي دون الخامسة عشرة، (وألوف البالغين) قتلوا بعد بدء الانتفاضة الثانية في 29/9/2000، ولا يزال القتل مستمراً ثم يأتي ارهابيون اسرائيليون وليكود أميركا مطالبين بإحياء ذكرى 11 رجلاً خدم كل منهم في جيش الاحتلال الارهابي، وينسون مئات الأطفال الفلسطينيين في مجزرة اسرائيلية مستمرة. [email protected]