علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيلتقي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الاسبوع المقبل في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ويشارك هولاند في نيويورك في أعمال الجمعية أيام 24 و25 و26 من الشهر الحالي، ولقاؤه ميقاتي سيكون الأول لهما، فيما يتوقع ان يلتقيا مرة ثانية خلال زيارة رسمية يقوم بها ميقاتي لباريس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. الى ذلك، أكد مصدر فرنسي مطلع اهتمام هولاند البالغ بلبنان وحرصه على معرفته تفاصيل الوضع فيه، موضحاً انه يسأل الوزراء والمسؤولين الاشتراكيين الذين أعربوا عن عزمهم على زيارة لبنان، عن موعد زياراتهم. على خط مواز، رأى مصدر فرنسي تابع زيارة البابا بينديكتوس السادس عشر للبنان انها أعطت صورة جيدة عن البلد وعن التعايش الطائفي فيه، خصوصاً ان تلفزيونات فرنسا عرضت صور ترتيل مجموعة أطفال مسلمين للبابا. وقال المصدر ان «ما يحصل في لبنان من تعزيز دور الجيش ودخوله الى الضاحية الجنوبية للمرة الاولى وتوقيف اشخاص من آل المقداد لم يكن في التصور من قبل». وأضاف: «إن خطاب الأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصرالله يعكس ضعف موقع الحزب في ظل متغيرات سورية مما يجعله في حاجة الى إظهار انه على رأس قواته وان الارض لن تترك للآخرين، والحزب يريد تبرير انه قوي وانه يمثل المسلمين الجيدين، وبعد دخول الجيش الى الضاحية الاسبوع الماضي يحتاج نصرالله الى اظهار لجمهوره انه المسيطر على الارض». كما رأى المصدر ان «وضع حزب الله آلان صعب اذ ان كل اللبنانيين يجمعون على ان نظام الاسد في نهايته، وإن كانوا لا يعرفون متى النهاية. ثم ان كل اللبنانيين مع النأي بالنفس وإبقاء لبنان محايداً عن احداث سورية كي لا تنتقل الحرب اليه، وقضية الوزير السابق ميشال سماحة قد تكون أخافت جميع اللبنانيين وليس فقط 14 آذار، بل ايضاً «حزب الله» الذي قد يكون رأى انه اذا كان النظام السوري يخطط لأحداث ضد لبنان من دون معرفته، فقد تضر بالحزب وهو حليف النظام السوري اذ ان ذلك يشكل خطراً كبيراً وسلبياً على موقعه». وزاد المصدر ان مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان وما قاله للبابا، «تعني ان المسؤولين في لبنان قاموا بحساباتهم الاستراتيجية في ظل ضعف النظام السوري... والرئيس ميقاتي في المعادلة الجديدة مهم لأن لديه معرفة بالتحرك السياسي فهو ليست لديه رؤية استرتايجية ل 15 سنة لكنه يعرف تماماً كيفية التحرك بناء على ميزان القوى في لبنان، فهو مسؤول ذكي وعملي». لكن المصدر حذر من ان «الوضع الاقتصادي سيّء في لبنان، ورفع الأجور في مثل هذه الظروف يطرح السؤال من أين ستأتي الاموال». ولاحظ ان «القيادات اللبنانية المسيحية عاتبة على الرئاسة الفرنسية لتمييزها القيادات المسلمة في لبنان، مقدمة مثال استقبالها سعد الحريري وميقاتي، ومقدرة انه ينبغي أن تكون اللقاءات أكثر توازناً وتضم القيادات المسيحية».