سيول – أ ف ب، يو بي آي – أكدت كوريا الشمالية أمس، انها تحتجز سفينة صيد كورية جنوبية اعترضتها شرطتها البحرية على الساحل الشرقي الخميس الماضي، بسبب دخولها المياه الإقليمية «بطريقة غير شرعية». جاء ذلك غداة كشف مسؤولين كوريين جنوبيين ان بيونغيانغ أنذرت سيول من طريق الفاكس، ان قواتها صادرت سفينة تزن 29 طناً واعتقلت أربعة من أفراد طاقمها، مشيرين الى ان السفينة جنحت نحو المياه الكورية الشمالية بسبب خلل في نظام الملاحة الخاص بها. وأمل وزير الوحدة الكوري الجنوبي هيون ان تايك بأن تفرج بيونغيانغ عن المركب المحتجز لديها وتخلي سبيل أفراد طاقمه في «موعد قريب»، مؤكداً ان دخول المركب مياه كوريا الشمالية «حادث عرضي». وكانت بيونغيانغ أفرجت بسرعة نسبياً عامي 2005 و2006، عن قاربي صيد كوريين جنوبيين فقدا اثر دخولهما المياه الكورية الشمالية. لكن التجاذبات زادت بين الدولتين الجارتين هذه السنة، اثر إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية وتجارب صاروخية. في غضون ذلك، دعا الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الدول المشاركة في المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية إلى توجيه رسالة قوية وواضحة إلى الدولة الشيوعية من أجل إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي. وقال بوش خلال مشاركته في منتدى اقتصادي ينظمه اتحاد الصناعات الكوري في جزيرة جيجو الجنوبية، ان «عدم تخلي كوريا الشمالية الصريح والشفاف عن نزعتها للتسلح النووي، فيجب ان تفهمها الدول المشاركة في المحادثات السداسية، وهي الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا بأنها ستواجه عقوبات اقتصادية وأخرى. وكانت كوريا الشمالية ردت على إدانة الأممالمتحدة إطلاقها صاروخاً بعيد المدى في نيسان (أبريل) الماضي بالانسحاب من المحادثات السداسية. وبحسب منظمي المنتدى، سيتناول بوش العشاء مع الرئيس الكوري لي ميونغ باك اليوم في جيجو. وأعلنت الولاياتالمتحدة انها أجرت تجربة ناجحة على منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ قبالة سواحل هاواي في المحيط الهادئ، في وقت تراقب واشنطن عن كثب البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية. وأفادت الوكالة الأميركية المسؤولة عن برنامج الصواريخ، ان التجربة شهدت إسقاط صاروخ اعتراضي اطلق من سفينة للبحرية الأميركية، صاروخاً باليستياً قصير المدى. وأوضحت ان منظومة «اغيس» للتسلح في السفينة «وجهت بنجاح صاروخ «اس أم 3» الاعتراضي الذي أصاب مباشرة الهدف بعد حوالى دقيقتين على اطلاقه من السفينة». واعتبرت هذه التجربة ال19 التي تتكلل بنجاح لاعتراض صاروخ من أصل 23 تجربة أجريت في البحر باستخدام منظومة «اغيس» الدفاعية المضادة للصواريخ، ودمر أحدها قمراً اصطناعياً أميركياً للتجسس انتهت صلاحيته في شباط (فبراير) 2008. وأطلقت كوريا الشمالية في الرابع من تموز (يوليو) الماضي، يوم عيد الاستقلال الأميركي، سبعة صواريخ سقطت في بحر اليابان على سبيل التحدي بعد العقوبات التي اتخذتها الأممالمتحدة ضدها، ما شكل أكبر عدد للصواريخ تطلقها كوريا الشمالية منذ عام 2006. وتستطيع الصواريخ الكورية الشمالية البعيدة المدى، نظرياً، بلوغ الساحل الأميركي على المحيط الهادئ. وسبق عملية الاطلاق في الرابع من تموز إعلان مسؤولين أميركيين تخوفهم من اطلاق صاروخ يستهدف ارخبيل هاواي.