انهمك لبنان الرسمي والديني والشعبي أمس باستقبال البابا بينيديكتوس السادس عشر على ارضه، بأقل ما يمكن من الشوائب. وعكس اللبنانيون في انتظامهم صورة العيش المشترك الذي شدد البابا عليه في كلمته على ارض مطار بيروت، لافتاً الى وجوب «ان يظهر للشرق الاوسط بأكمله ولباقي العالم ان من المستطاع ايجاد داخل امة ما، التعاون بين مختلف الكنائس، والحوار القائم على الاحترام بين المسيحيين واخوانهم من اديان اخرى». لكنه اشار ايضاً الى ان «التوازن في منتهى الحساسية ومهدد احياناً بالتحطم عندما يشد كوتر القوس او عندما يخضع لضغوط غالباً ما تكون فئوية او حتى مادية معاكسة وغريبة عن الانسجام ووداعة اللبنانيين». وكانت الطائرة البابوية التابعة لشركة الطيران الايطالية حطت في الواحدة والدقيقة 38 على ارض مطار رفيق الحريري الدولي، قبالة منصة اقيمت للمناسبة وانتظر رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته نزول البابا، وفرش سلم الطائرة كما الارض بالسجاد الاحمر، فيما جلس تحت خيمة شيدت قبالة المنصة التي زينت باللونين الابيض والاصفر (رمز علم الفاتيكان)، كبار الشخصيات السياسية الرسمية والدينية من مختلف الطوائف، واعضاء السلك الديبلوماسي والقيادات العسكرية والامنية، الى جانب عشرات من الشبان والشابات ارتدوا الابيض ورفعوا لافتات الترحيب والشكر لزيارة البابا لبنان. وارتفعت في ارجاء المطار اناشيد ترحيبية عزفتها «شبيبة لبنان» التي تضم مسلمين ومسيحيين، واحتشد عشرات المواطنين على جانبي الطريق المؤدية الى المطار رافعين لافتات مرحبة والاعلام اللبنانية والبابوية. وما ان اطل البابا على سلم الطائرة ولوح إلى مستقبليه على أرض المطار، حتى علت الصيحات والتصفيق، وتقدم سليمان مصافحاً الضيف الكبير وتلته زوجته التي انحنت وقبلت يده، ثم صافحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحيّته زوجته وثم تقدم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصافح البابا مع زوجته، ثم البطريريك الماروني بشاره الراعي، كما تقدم لمصافحته قائد الجيش العماد جان قهوجي، في وقت كانت مدفعية الجيش تطلق 21 طلقة ترحيباً بالزائر الرسولي. ودقت الكنائس في لبنان اجراسها ترحيباً. كلمة سليمان واصطحب سليمان البابا إلى المنصة الرسمية حيث عزف نشيد الفاتيكان ثم النشيد الوطني اللبناني، والقى سليمان كلمة ركز فيها على «العلاقة التاريخية المتواصلة التي تربط الكرسي الرسولي ولبنان، ولقي منه على الدوام دعماً وتقديراً لموقعه ولدوره في بناء حضارة قائمة على التلاقي والتسامح والخير». وشكر للبابا «محبتكم الخالصة للبنان، وقد وصفتموه «بالكنز الغالي»، بالنظر «إلى تنوعه وتعدديته». وقال: «شئتم من زيارتكم لبنان أن تعلنوا للعالم أجمع مدى أهمية وطننا كنموذج ومثال، في تنوعه ووحدته، على رغم حجم المخاطر والصعاب ولتؤكدوا مدى أهمية الوجود المشترك المسيحي والمسلم، في آن، من أجل الحفاظ على دعوة لبنان التاريخية، خصوصاً في خضم التحولات والتحديات الكبرى، التي تطاول عالمنا العربي، والتي تفرض علينا جميعاً توضيح الرؤى، وتوحيد الصفوف، وشبك الأيادي، من أجل المساهمة في بناء مجتمع قائم على الحرية والعدالة والمساواة». وأضاف سليمان: «شئتم أن تختاروا لبنان، وأن تحملوا منه رسالة سلام ومحبة إلى منطقتنا برمتها، بشعوبها وأبنائها ودولها، من خلال الإرشاد الرسولي الخاص بمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، الذي سيشرفني مشاركتكم في الاحتفال بالتوقيع عليه، والسلام بنظركم، ليس نبذاً للعنف ولسيل الدماء فحسب، بل هو ارتباط وثيق بالله الواحد الذي ينتمي إليه أبناء الشرق أجمعهم. وهو سلام الحق والعدالة والاحترام، يبنى على الحوار ويترسخ بالتلاقي»، وامل «في أن تأتي زيارتكم لبلادنا بالخير والبركات على اللبنانيين وشعوب منطقتنا ومكوناتها، ومن بينهم المسيحيون المشرقيون، المتجذرون في هذه الأرض الكريمة منذ القدم». وتحدث عن لبنان «الأرض المقدسة التي ذكرها العهد القديم ووطأتها قدما السيد المسيح وشهدت أولى عجائبه، وتضيء سماءها كوكبة من القديسين والطوباويين، وأرض صاغ شعبها عناصر أول أبجدية متقدمة في التاريخ، وشارك أحد أبرز ممثليهم في صوغ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتوافقوا لدى ارتقاء وطنهم إلى السيادة الدولية عام 1943، على العيش معاً في إطار جمهورية ديموقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفاضل، وثبتوا ركائز هذه الجمهورية على قواعد ميثاق وطني يكفل المشاركة المتكافئة للطوائف في إدارة الشأن السياسي العام. وذهبت مقدمة الدستور اللبناني إلى حد التأكيد أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». ورأى سليمان ان على رغم «عراقتها وانفتاحها، وربما بسبب هذا الانفتاح، أمست الأرض اللبنانية، في فترات مختلفة من تاريخها، عرضة للأطماع، ومسرحاً للحروب، وضحية لأشكال مختلفة من أشكال العدوان والاحتلال، نتج منها الكثير من الدمار وإراقة الدماء والتهجير والظلم. إلا أن لبنان أظهر على الدوام مقدرة على المقاومة والتضحية والاستشهاد في سبيل الدفاع عن سيادته واستقلاله وحريته ووحدته وقيمه. فتمكن من تجديد ركائز وفاقه الوطني وتحرير معظم أراضيه وإعادة البناء، وتأمين شروط عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم، بينما هاجر من أبنائه الكثيرون، فساهموا بإعمار الدول التي استقروا فيها على كل الصعد، محتفظين بتقاليدهم الأصلية، وبمخزون قيمهم العائلية والروحية، وبارتباطهم العاطفي بوطنهم الأم، على قاعدة التضامن والمشاركة، وهم مصدر قوة وثروة للبنان، وعنصر من عناصر عالميته وإشعاعه». ولفت الى ان «من تداعيات الظلم الذي حل في فلسطين عام 1948 ومظاهره، وجود أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني على الأرض اللبنانية والعديد منهم هنا، في هذا الجوار، تسعى الدولة بالتنسيق مع وكالة «أونروا»، لتأمين حاجاتهم الحياتية الأساسية، من ضمن القدرات. وهي مناسبة للتذكير بأن رعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين على الصعيد الإنساني، مسؤولية دولية قبل كل شيء، وذلك بانتظار إيجاد حل سياسي عادل لقضيتهم ولقضية الشرق الأوسط، يضمن حقهم الطبيعي في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية، ويحول دون أي شكل من أشكال توطينهم في لبنان، وفقاً لمندرجات المبادرة العربية للسلام، ولما ينص عليه الدستور اللبناني وما تقتضيه مستلزمات وفاقنا الوطني». كلمة البابا ورد البابا بكلمة عبّر في مستهلها للرئيس سليمان عن سروره لتلبية «الدعوة الكريمة التي وجهتموها الي لزيارة بلدكم، والتي تلقيتها أيضاً من البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. هذه الدعوة المزدوجة تظهر، اذا لزم الأمر، الغاية المزدوجة من زيارتي لبلدكم. فهي تبين متانة العلاقات القائمة منذ القدم بين لبنان والكرسي الرسولي، كما تهدف الى المساهمة في تعزيزها. وهي أيضاً رد على زيارتكم لي في حاضرة الفاتيكان، الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 والأخيرة في شباط (فبراير) 2011، والتي تلتها بعد 9 أشهر زيارة رئيس الوزراء (ميقاتي)». وذكر بأنه خلال «لقائنا الثاني، تم تبريك التمثال المهيب للقديس مارون. وجوده الصامت، على جانب بازيليك القديس بطرس، يذكّر بشكل دائم بلبنان، وفي المكان نفسه حيث دفن القديس بطرس. ويظهر إرثاً روحياً قديماً بتثبيته إجلال اللبنانيين لأول الرسل، ولخلفائه. ولإبراز تكريمهم الكبير لسمعان بطرس يضيف البطاركة الموارنة اسم بطرس الى أسمائهم. إنه لجميل رؤية القديس مارون يتشفع باستمرار من أجل بلدكم ومن أجل الشرق الأوسط بأكمله، من المزار البطرسي». وأشار الى ان السبب الثاني لزيارته «توقيع الارشاد الرسولي وتسليمه للمجمع الخاص لسينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، الكنيسة في الشرق الاوسط». وقال: «ان الامر يتعلق بحدث كنسي بالغ الاهمية. اشكر جميع البطاركة الكاثوليك الذين قدموا، وخصوصاً البطريرك السابق الكاردينال العزيز نصر الله صفير، وخلفه البطريرك بشارة الراعي. وأحيي بطريقة اخوية كل اساقفة لبنان، وكذلك الذين قدموا ليصلوا معي وليتسلموا هذه الوثيقة من يدي البابا». وأضاف: «من خلالهم أحيي ابوياً جميع مسيحيي الشرق الاوسط. يهدف هذا الارشاد الموجه الى العالم كله، الى ان يكون لهم خريطة طريق للسنوات المقبلة. يسعدني ايضاً انني سأتمكن خلال هذه الايام من لقاء العديد من ممثلي الجماعات الكاثوليكية في بلدكم، ومن الاحتفال والصلاة معاً. ان حضورهم والتزامهم وشهادتهم اسهام مقبول ومحل تقدير رفيع في الحياة اليومية لجميع سكان بلدكم العزيز». وحيّا البابا «بتقدير كبير البطاركة والاساقفة الارثوذوكس الذين قدموا لاستقبالي، وكذلك ممثلي مختلف الجماعات الدينية. فحضوركم، ايها الاصدقاء الاعزاء، يشهد على التقدير والتعاون اللذين تأملون في تعزيزهما بين الجميع عبر الاحترام المتبادل. اشكركم من اجل جهودكم، واني لعلى يقين من انكم ستكملون البحث عن طرق للوحدة والانسجام». وقال: «لا انسى الاحداث الحزينة التي أدمت بلدكم الجميل خلال سنوات طويلة. ان التعايش اللبناني، يجب ان يظهر للشرق الاوسط بأكمله ولباقي العالم انه من المستطاع ايجاد داخل أمة ما التعاون بين مختلف الكنائس، وكلها اعضاء في الكنيسة الكاثوليكية الواحدة، بروح مشاركة أخوية مع المسيحيين الآخرين، وفي الوقت نفسه، التعايش المشترك والحوار القائم على الاحترام بين المسيحيين واخوانهم من اديان اخرى». وتابع قائلاً: «تعرفون مثلي ان هذا التوازن، والذي يقدم في كل مكان كمثال، هو في منتهى الحساسية. وهو مهدد احياناً بالتحطم عندما يشد كوتر القوس، او عندما يخضع لضغوط، غالباً ما تكون فئوية، او حتى مادية، معاكسة وغريبة عن الانسجام ووداعة للبنانيين. وهنا ينبغي اظهار الاعتدال الحقيقي والحكمة الكبيرة. ويجب ان يتغلب العقل على العاطفة الفردية لتعزيز الخير العام للجميع. ألم يقض الملك سليمان العظيم الذي عرف حيرام، ملك صور، بأن الحكمة هي الفضيلة الاسمى؟ لهذا السبب طلبها بإلحاح من الله، والله منحه قلباً حكيماً وذكياً». وقال البابا: «جئت ايضاً لاقول كم هو مهم حضور الله في حياة كل فرد، وان طريقة العيش معاً - التعايش الذي يرغب بلدكم في الشهادة له - لن يكون عميقاً ما لم يتأسس على نظرة قبول، وعلى تصرف لطيف تجاه الآخر، ما لم يتأصل في الله، الذي يرغب ان يصبح البشر أخوة. ان التوازن اللبناني الشهير، والراغب دائماً ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً. آنذاك فحسب، سيكون نموذجاً لكل سكان المنطقة، وللعالم بأسره. لا يتعلق الأمر بعمل بشري محض، انما بعطية من الله، التي يجب طلبها بالحاح، والمحافظة عليها، مهما كان الثمن، وتعزيزها بإصرار». وشدد على ان «العلاقات بين لبنان وخليفة بطرس تاريخية وعميقة، واني جئت الى لبنان كحاج سلام، كصديق لله، وكصديق للبشر. «سلامي اعطيكم» سلامي اعطيكم هكذا يقول المسيح، ومن خلال بلدكم، اتيت اليوم، وبطريقة رمزية، الى جميع بلدان الشرق الاوسط كحاج سلام، كصديق لله وكصديق لجميع سكان دول المنطقة كافة، مهما كانت انتماءاتهم او معتقدهم. ولهم ايضاً يقول المسيح: «سلامي اعطيكم». افراحكم وألامكم حاضرة دائماً في صلاة البابا، واطلب من الله ان يرافقكم ويعزيكم. وأؤكد لكم انني سأصلي بطريقة خاصة من اجل جميع الذين يتألمون في هذه المنطقة، وهم كثيرون. تمثال القديس مارون يذكرني بكل ما تعيشونه وتتحملونه». وتوجه الى الرئيس سليمان قائلاً: «اعرف ان بلدكم يعد لي استقبالاً طيباً، استقبالاً حاراً، الاستقبال الذي يخص به اخاً محبوباً ومقدراً. وأعرف ان بلدكم يريد ان يكون جديراً لل «اهلاً وسهلاً» اللبنانية. انه هكذا وهكذا سيكون، وأكثر من ذلك من الآن وصاعداً. انني سعيد لكوني معكم جميعاً. ليبارككم الرب جميعاًَ». مصافحات ثم صافح البابا الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل وزوجته جويس الجميل وأرامل رؤساء الجمهورية السابقين صولانج بشير الجميل ونايلة رينيه معوض ومنى الياس الهراوي، وغاب الرئيس اميل لحود عن المناسبة، ثم صافح رئيسي الحكومة السابقين: ميشال عون وفؤاد السنيورة وغاب عن الحدث الرؤساء: سليم الحص ورشيد الصلح وعمر كرامي، كما صافح نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حسن نعيم ورئيس المجلس الاسلامي العلوي في لبنان الشيخ أسد عاصي، وغاب عن الحدث مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي كان يؤم الصلاة وخطبة الجمعة في مسجد الامين، ثم توالى على مصافحة البابا: نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري وزوجته ونائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل وزوجته والوزير السابق ميشال اده (رئيس مؤسسة «الانتشار الماروني»)، ثم تقدم الكاردينال صفير ودار حديث قصير بين البابا وبينه، وعرّف البطريرك الراعي البابا على رؤساء الطوائف المسيحية الذين توالوا على مصافحته. ثم انتقل الى قاعة التشريفات في المطار لاستراحة ولوح الشباب مجدداً للبابا والتقطوا الصور له بواسطة الهواتف الخلوية، ولوحوا باللافتات التي يحملونها وكتب عليها «نحن نحبك» و «أهلاً وسهلاً». وغادر البابا بسيارة الرئاسة الاولى في موكب كبير احيط بإجراءات امنية تولاها الحرس الجمهوري، الى حريصا حيث مقر اقامته في السفارة البابوية. وعبر الموكب اقواس ترحيب رفعت على الطرق، واطلق مواطنون البالونات باللونين الابيض والاصفر في السماء. وفي جونيه حيث خصصت نقطة لتجمع الناس ارتفعت روائح البخور الذي اشعل على جانبي الطريق واطلق المتجمعون صيحاتهم ولوحوا بأياديهم حين مر موكب البابا والذي رد عليهم التحية بالتلويح بيده من وراء الزجاج المصفح والتقطوا له الصور. وتكررت الحشود على مدخل السفارة البابوية ومظاهر التحية نفسها للبابا. توقيع الارشاد الرسولي وفي السادسة مساء، جرت مراسم توقيع الارشاد الرسولي في بازيليك القديس بولس في حريصا، بمشاركة اعضاء مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وفي حضور الرئيس سليمان وفاعليات سياسية وممثلين عن الطوائف الاسلامية ونحو 450 مدعواً توزعوا في الساحة الخارجية. وتسلم البابا مفتاح بلدة درعون - حريصا من رئيس البلدية انطوان شاكر الشمال، ودخل الى البازيليك على وقع الترانيم البيزنطية، والقى بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام كلمة اكد فيها للبابا «ان الاعتراف بفلسطين «أثمن هدية تقدم للمشرق العربي بجميع طوائفه، وهذا يضمن تحقيق اهداف السينودس والارشاد الرسولي ويمهد لربيع عربي حقيقي وديموقراطية حقيقية وثورة قادرة على أن تغير وجه العالم العربي وتؤمن السلام للارض المقدسة وللشرق الاوسط والعالم». ورأى أن «حل الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني العربي كفيل بأن يحل مشاكل العالم العربي الاكثر تعقيداً ولجم هجرة المسيحيين وتثبيت وجودهم في الشرق مهد المسيحية، ليتابعوا دورهم مع اخوتهم ومواطنيهم المسلمين لتكون للجميع الحياة ولهم أوفر وأكثر حرية وكرامة وعدالة». وشكر منسق السينودس المونسنيور راتيروفيتش «كل المشاركين في السينودس مشاركتهم في التفكير في الوضع الكنسي والاجتماعي في الشرق الاوسط»، وقال ان اللجنة السينودسية تمكنت من الاشارة الى الصعوبات التي «لا بد من أن يشعل الأمل بعدها بخاصة للمسيحيين». ودعا البابا الى التوقيع على الارشاد الرسولي بعنوان شركة وشهادة. والذي من المتوقع ان يسلم غداً خلال القداس الاحتفالي في قلب بيروت.