سجل مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، «زيادة مضطردة» في أمراض السرطان في المنطقة الشرقية خلال العام الجاري، بنسبة زيادة وصلت إلى 18 في المئة، في عدد حالات السرطان المكتشفة في المستشفى، وبلغ عدد المصابين بالسرطان نحو 1300 مريض. ونظم المستشفى، مؤتمراً دولياً أمس، حول «أحدث المستجدات والتوصيات من أبحاث الجمعية الأميركية للأورام»، وقدرت نسبة الزيادة في عدد المصابين ب200 حالة خلال عام 2012. فيما سجل عام 2011 زيادة في عدد المصابين قدرها 10 في المئة، مقارنة بعام 2010. ودشن نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، فعاليات المؤتمر، داعياً إلى «فتح قنوات للتواصل الفعال بين الخبرات الطبية والفنية في مجال علاج السرطان»، متمنياً أن يؤدي المؤتمر إلى «رفع مستويات الرعاية الصحية والوعي الثقافي لدى المجتمع». بدوره، أشار المدير العام ل «صحة الشرقية» الدكتور صالح الصالحي، إلى تغير خريطة الأمراض على مستوى السعودية. وقال: «بات جلياً انحسار الأمراض السارية الوبائية، وظهور أخرى غير سارية، لكنها مُزمنة وخطرة، وبنسب انتشار عالية، مثل السرطان، وأمراض القلب والسكر». وأضاف أن «هذه الأمراض ذات التعقيدات والمضاعفات المختلفة، تشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة، وبخاصة مع الزيادة المضطردة في أعمار السكان، وتغير أنماط الحياة، والتغيرات البيئية المُتسارعة». وعرض الصالحي، إحصاء عن نسبة الإصابة بالأمراض المُزمنة والخطرة. وأبان أن «نسبة الإصابة بداء السكري على مستوى السعودية، بلغت 16.7 في المئة. فيما بلغت نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم 11.1 في المئة. وسجلت الأمراض الصدرية مثل الربو والحساسية ما نسبته 13 في المئة، في حين سجلت أمراض السرطان نحو 11 ألف مريض سنوياً، والرقم ذاته لمرض الفشل الكلوي». وأبان أن وزارة الصحة «تواجه هذا التحدي بخطة استراتيجية طويلة الأمد، وبمشاركة من مقدمي الخدمات في المملكة»، ولفت إلى التوجيه الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين أخيراً، إلى الوزارات المعنية، بدعم البحوث الطبية، وتوفير الموارد اللازمة للنهوض بها، إلى مصاف الدول المتقدمة». وقال الصالحي: «إن السنوات المقبلة، ستشهد طفرة في كمية ونوعية الخدمات الصحية في المنطقة، مع التركيز على التكاملية كخيار استراتيجي»، متوقعاً أن «يُضاف أكثر من ثلاثة آلاف سرير إلى مستشفيات المنطقة، خلال السنوات الخمس المقبلة». من جانبه، قال نائب المدير التنفيذي الدكتور خالد صبر: «إن مستشفى الملك فهد التخصصي، ركز من خلال مراكزه المتخصصة في الأورام، وزراعة الأعضاء، والعلوم العصبية، على علاج الأمراض السرطانية في المنطقة، بعد تزايد الحالات المُكتشفة والمُشخصة، ففي العام الماضي استقبلنا 1100 حالة، بزيادة تقدر 10 في المئة عن عام 2010». وشدد صبر، على أن هذه الزيادة في عدد المصابين بالسرطان في المنطقة «تستوجب بذل المزيد من الجهد للتعرف على آخر ما توصلت إليه الأبحاث العالمية في مجال تشخيص وعلاج أمراض السرطان، وطرق الوقاية منها». يُشار إلى أن المؤتمر الدولي الأول لأحدث المستجدات للجمعية الأميركية للأورام لعام 2012، الذي افتتح أمس في الخبر، يتضمن ثماني جلسات علمية، سيقدم خلالها 29 محاضراً من مختلف مناطق السعودية ودول العالم محاضرات طبية علمية متخصصة في مجال: أمراض أورام الثدي، وأورام الجهاز العصبي والهضمي، وأورام المسالك البولية، وأورام الرأس والرقبة، وأورام الغدد اللمفاوية وسرطان الدم، وأمراض الرئة، والعلاج التلطيفي.