كشف استشاري الأورام والعلاج بالإشعاع في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور مشبب العسيري عن عدم استطاعة المستشفيات الحالية في المملكة خلال العشر سنوات القادمة استيعاب العدد الكبير من المصابين بأمراض السرطان لأن التجهيزات الحالية لاتكفي لمعالجة هذه الامراض في ظل زيادة عدد المصابين، متمنيا من المسؤولين في وزارة الصحة الاهتمام بهذا الجانب ووضع الخطط المستقبيلة لمبانيها وأيضاً لابتعاث وتدريب المختصين في علاج ومتابعة الأمراض السرطانية. وطالب الدكتور العسيري خلال المؤتمر العلمي العالمي الرابع لمستجدات سرطان الدم الذي نظمته جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية مؤخرا، وزارة التجارة بزيادة سعر "علبة السجائر" إلى عشرة أضعاف سعرها الحالي وعدم السماح لاستيراده لتسببه في زيادة المصابين بالأمراض السرطانية، مشيرا إلى ان الجلطة الدماغية لم يصب بها الشباب إلا مع انتشار التدخين بنسبة كبيرة في المجتمع. واشار الدكتور العسيري إلى أن بيع السجائر في بعض مدن المملكة تحول إلى سوق سوداء انتشر خلالها بعض الباعة في الطرقات العامة مستغلين بذلك حاجة صغار السن وقرار المنع في الترويج للتدخين بأسعار خيالية، وطالب بإلغاء قرار المنع في هذه المدن واستبداله بحلول أفضل للحد من انتشار الأضرار. وبين في سياق حديثه أن أكثر الأمراض السرطانية تنتشر في الكثير من المنتقلين من القرى والأرياف للمدن الكبيرة حيث تزيد نسبة تعرضهم للأمراض السرطانية أكثر من غيرهم، وقال الدكتور العسيري أن احصائية انتشار الأمراض السرطانية في المملكة قدرت أن "1500" من النساء يصبن كل عام بسرطان الثدي، فيما يحتل سرطان القولون المرتبة الأولى لدى الرجال والمرتبة الثانية في انتشار السرطانات في المملكة وهذا مايجعل كل الجهات الحكومية والخاصة تسارع لإيجاد الطرق الكفيلة بتخفيف هذه النسب سواء بالعلاج أو بالتوعية وتهيئة المراكز المتخصصة. من جانبها أكدت رئيسة قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة ريما الحايك أن الأمراض السرطانية في الأطفال وراثية بنسبة 10% فيما بقية النسب متفاوته من حيث انتشار المرض حيث يصاب عدد من الأطفال بالأمراض السرطانية أثناء تكوينهم داخل الرحم ومن ثم يبداً الورم في الانتشار، مشيرة إلى أن المنطقة الشرقية تستحوذ على ثلث حالات الأورام السرطانية عند الأطفال، من بين جميع حالات الإصابة في المملكة حيث أن الخلايا السرطانية أكثر خبثاً وأسرع نمواً في الأطفال عن الكبار واحتمال القضاء عليها في وقت مبكر متى ماتم تحديد نوع الخلية المصابة والوصول لها في وقت سريع. العسيري: مستشفيات المملكة لن تستوعب مرضى السرطان خلال العشر سنوات المقبلة وأوضحت الدكتورة الحايك أن فحص ) DNA ) متوفر في المستشفيات المتخصصة على الرغم من التكاليف المالية الكبيرة لتوفير مثل هذه الأجهزة وهذا ماسيساهم بمشيئة الله في تحديد نوعية الخلية المصابة للوصول للعلاج المناسب. وتضمن المؤتمر العالمي الرابع في مستجدات "سرطان الدم" 10 جلسات علمية خلال يومي الأربعاء والخميس قدمها 36 طبيبا واستشاريا عالميا بحضور أكثر من 500 مشارك من الرجال والنساء الذين تم تسجيلهم في المؤتمر للاستفاده من الجلسات والحصول على 10 ساعات تعليمية من هيئة التخصصات السعودية الصحية و10 أخرى من الأكاديمية الأمريكية للتعلم الطبي المستمر. وتناولت الجلسة الأولى عن أمراض السرطان عامة في المملكة والإحصائيات التي كشف عنها السجل الوطني للأورام مسلطة الضوء على كافة المناطق ونسب الإصابة في الأفراد، كما تطرق المحاضرون إلى أنواع السرطانات الليمفاوية وسرطان الدم التي بلغت الإصابة بها 1093 حالة خلال عام واحد فقط بالمملكة بواقع 508 حالات سرطان دم و585 سرطان خلايا ضمن 10,218 حالة سرطانية للرجال والنساء البالغين بالمملكة إضافة إلى أن سرطان الدم يحتل المرتبة الثالثة انتشارا بين الرجال بالمملكة ممثلا 7.5 بالمائة من الأمراض السرطانية لديهم فيما يحتل المرتبة الخامسة عند النساء بنسبة 5 بالمائة من السرطانات الأخرى حيث يعتبر سرطان الدم هو الأول والأكثر إصابة للأطفال ولمن تقل أعمارهم عن 15 عاما. وتطرقت الجلسات الأخرى إلى المستجدات في علاج سرطان الدم عند الكبار بنوعيه المزمن والحاد وكذلك لدى الأطفال إضافة إلى مستجدات السرطان الليمفاوي عند البالغين تحت سن 20 عاما ودور العلاج بالأشعة في الشفاء من الأمراض السرطانية، كما تضمنت الجلسات حلقة للنقاش حول هذه الأمراض السرطانية ومستجداتها وعلاجها.