قال مقاتلون من المعارضة السورية أمس إنهم أسقطوا مقاتلة في إدلب (شمال) في حملتهم لإضعاف الغطاء الجوي القوي للقوات الحكومية، فيما أدى قصف للقوات الحكومية على أحياء في حلب ليل الثلثاء – الأربعاء إلى مقتل 19 شخصاً، بينهم سبعة أطفال. وأصبح نظام الرئيس بشار الأسد الذي يسعى جاهداً إلى إخماد الانتفاضة المستمرة منذ آذار (مارس) العام الماضي يعتمد في شكل متزايد على الطائرات لمهاجمة مقاتلي المعارضة المسلحين بالمدافع الآلية والصواريخ. وكثف مقاتلو المعارضة من هجماتهم على القواعد الجوية في الأسبوع الماضي. وقال مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب في شمال البلاد إنهم أسقطوا الطائرة أول من أمس بنيران مدافع آلية كثيفة وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية. وقال الناطق باسم «كتيبة أحرار الشام» أبو مجد: «أسقطوها بينما كانت تقلع من المطار مستخدمين مدافع آلية مضادة للطائرات عيار 14.5 ميلليمتر». وأضاف أن «كتيبة أحرار الشام وكتيبة شهداء سورية حاصرتا المطار... نتيجة وجود صعوبات في الاتصالات لست متأكداً ما هو الوضع في هذه اللحظة». ويستحيل التحقق مما يدلي به المقاتلون من تصريحات نظراً إلى تقييد وسائل الإعلام في سورية. وكانت هذه ثاني مقاتلة يقول المقاتلون إنهم أسقطوها بعد طائرة في محافظة دير الزور في شرق البلاد. وقالت قنوات إخبارية حكومية إن الطائرة التي سقطت في دير الزور تحطمت بسبب مشاكل فنية، ولم ترد بعد على زعم مقاتلي المعارضة إسقاط طائرة في إدلب. وأظهرت لقطات فيديو عرضتها كتيبة شهداء سورية المقاتلين وهم يقفون قرب أجزاء محترقة من طائرة عسكرية وتفقدهم جثة تكسوها الدماء في مظلة لقائد الطائرة فيما يبدو. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم «حرروا» أجزاء كثيرة من شمال سورية، لكن انتصاراتهم لا تعني الكثير ما دامت المقاتلات والمروحيات الحكومية قادرة على قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأصبحت الحكومة تلجأ إلى القصف الجوي في شكل متزايد قرب العاصمة دمشق. ويقول ناشطون إن الضربات الجوية كثيراً ما تخطئ أهدافها وتضرب المدنيين وفي بعض الأحيان تقتل عشرات في ضربة واحدة. وتحدث مقاتلو المعارضة عن إسقاط عدد من المروحيات الشهر الماضي بما في ذلك واحدة الأسبوع الماضي كانت تهاجم منطقة تسيطر عليها المعارضة في دمشق. وقال التلفزيون الحكومي إن تلك المروحية تحطمت لكنه لم يذكر تفاصيل. إلى ذلك، قتل 19 شخصاً بينهم سبعة أطفال على الأقل في قصف ليلي شنته قوات النظام السوري على أحياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، غداة يوم دموي جديد قتل فيه 116 شخصاً وعثر فيها أيضاً على أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال المرصد في بيان إن «تسعة شهداء سقطوا بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء بينهم سبعة أطفال نتيجة القصف علي أحياء المرجة وهنانو وبعيدين، كما وردت أنباء عن استشهاد عشرة مواطنين نتيجة القصف على حي بستان الباشا في مدينة حلب». وتابع أن القصف أدى أيضاً إلى «سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم في حال خطرة». وفي دير الزور في شرق البلاد أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح (أمس) داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من المطار». وزاد أنه في دير الزور أيضاً «دارت اشتباكات في محيط مفرزة الأمن العسكري وحاجز الجسر وأسفرت الاشتباكات، وفق معلومات أولية، عن استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وفي ريف دمشق، تعرضت بلدة يلدا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي استهدفت أيضاً مناطق مجاورة للبلدة. كما «تعرضت بلدات عدة في ريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طاول أيضاً حي التضامن (في قلب دمشق) الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة». وأوضح المرصد أن حصيلة أعمال العنف في سورية أول من أمس ارتفعت إلى 116 قتيلاً، هم 85 مدنياً و12 مقاتلاً معارضاً و28 جندياً نظامياً، يضاف إليهم أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية عثر عليها في مناطق عدة أمس ولم يتمكن المرصد من تحديد ظروف مقتل أصحابها.