في تصعيد كبير لهجماتها على قواعد عسكرية حكومية، بخاصة قواعد الطيران الحربي، قال معارضون وحقوقيون إن معارضين سوريين سيطروا على منشأة تابعة للدفاع الجوي وهاجموا مطاراً عسكرياً في دير الزور شرق البلاد في هجوم مضاد على القوة الجوية التي يعتمد عليها الجيش السوري في هجماته على معاقل المعارضة. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارضين المسلحين هاجموا عدة حواجز للجيش في ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط) بعد ساعات من استيلائهم على مبنى الدفاع الجوي واستهدافهم المطار العسكري في دير الزور. وتتزامن الهجمات مع هجمات آخرى على مطارات عسكرية في حلب وإدلب بالقرب من الحدود مع تركيا. في موازاة ذلك تحدث ناشطون وشهود عن ارتفاع مخيف في وتيرة الاعدامات الجماعية في سورية، ففي حين تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن العثور على 18 جثة مجهولة الهوية في ضواحي دمشق، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية عن قيام «ارهابيين» بقتل عائلة بإطفالها في حلب. وحول عمليات المعارضة ضد القواعد العسكرية، قال المرصد السوري إن المعارضين في دير الزور اقتحموا مبنى للدفاع الجوي في ساعة مبكرة أمس وأسروا 16 شخصا على الأقل واستولوا على عدد من الصواريخ المضادة للطائرات. وأظهر تسجيل مصور نشره ناشطون على شبكة الإنترنت الضباط والجنود الذين أسرهم مقاتلو المعارضة، في حين بثت قناة «العربية» الفضائية لقطات لما وصفتها بأنها صواريخ وذخيرة جرى الاستيلاء عليها في الهجوم. وأوضح المرصد أن المعارضين هاجموا أيضاً «قاعدة الحمدان العسكرية الجوية» في البوكمال قرب الحدود السورية الشرقية مع العراق ولكنهم لم ينجحوا في اقتحامها. وقال المرصد في بيان ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة اقتحموا مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور» شرق البلاد ليل الجمعة - السبت. وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس: «كل الكتيبة سقطت وهذه نقطة مهمة للكتائب المقاتلة»، مضيفا ان «المبنى يقع ضمن قاعدة جوية وهو المبنى الاهم في هذه القاعدة». وذكر المرصد ان «خمسة مواطنين على الاقل استشهدوا جراء القصف على مدينة البوكمال بريف دير الزور» أمس. يذكر ان المقاتلين المناهضين للنظام بدأوا منذ ايام استهداف المطارات العسكرية وبينها مطارا ابو الظهور وتفتناز في ادلب (شمال غرب)، واعلنوا عن اسقاط طائرة «ميغ» وتدمير واعطاب طائرات اخرى في هذين المطارين. كما واصلت القوى المعارضة المسلحة هجماتها ضد المواقع العسكرية، واعلن المرصد ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة دمروا حاجزاً للقوات النظامية السورية في بلدة حارم» في محافظة ادلب. واوضح ان «المعلومات الاولية تشير الى سقوط ما لا يقل عن تسعة من القوات النظامية». وشنت قوات النظام العديد من الهجمات الجوية على المدنيين في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضين في سورية. وهاجمت طائرات الهليكوبتر بعض البلدات بالمدافع الرشاشة في حين أطلقت المقاتلات صواريخ وقنابل على معاقل للمعارضة. ووسط تواصل اعمال العنف، قتل 37 شخصاً في انحاء سورية هم 13 مدنياً و12 جندياً و12 مقاتلاً مناهضاً للنظام، بحسب ما افاد المرصد السوري غداة يوم من التظاهرات قتل فيه 125 شخصاً. إلى ذلك، أعلن المرصد السوري انه عثر على 18 جثة مجهولة الهوية في دمشق وفي بلدة كفربطنا في ريف العاصمة، مشيراً الى ان 17 من اصحاب هذه الجثث «اعدموا ميدانيا». واوضح المرصد في بيان»عثر على ما لا يقل عن 12 جثة مجهولة الهوية اعدموا ميدانيا في بلدة كفربطنا ... وجثة مجهولة الهوية في حتيتة التركمان» في ريف دمشق. وذكر في بيان آخر انه «عثر على جثامين خمسة مواطنين مجهولي الهوية اعدموا ميدانيا في حي القدم بمدينة دمشق». وقتل معظم اصحاب الجثث بالرصاص وقيدت اياديهم، بينما حملت بعض الجثث اثار تعذيب. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة يتزعمها الارهابي عبدالله حسين التقال الملقب بالكابتن ترتكب مجررة بحق عائلة مؤلفة من خمسة افراد فى حي المرجة» في جنوب حلب. واوضحت ان من بين القتلى الخمسة ثلاثة فتيان تقل اعمارهم عن 17 سنة. وتزايدت في الاسابيع الاخيرة عمليات التصفية الجسدية والعثور على جثث مجهولة الهوية غالباً ما تربطها تقارير الناشطين السوريين المعارضين باعدامات ميدانية. ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان بعض عمليات التصفية تديرها القوات النظامية بحق مقاتلين معارضين، فيما تجري في موازاة ذلك عمليات تصفية متبادلة بين الموالين والمعارضين للنظام. وفي محافظة حماة (وسط) هاجم مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة حاجز المكاتب الواقع بين بلدتي صوران ومورك حيث اشار المرصد الى مقتل اربعة من القوات النظامية. وقتل ستة اشخاص بينهم اربعة مقاتلين مناهضين للنظام في حمص، كما قتل اربعة آخرون في حي جوبر في دمشق احدهم برصاص قناص فيما قتل الثلاثة الباقون في ظروف غامضة، وفقا للمرصد. وقتل شخصان احدهما مقاتل مناهض للنظام خلال اشتباكات في حي صلاح الدين في حلب (شمال). وفي درعا (جنوب)، قتل مسلح مناهض للنظام واصيب آخرون بجروح اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في بلدة طفس، بينما تعرضت منطقة اللجاة للقصف من قبل القوات النظامية، ودارت اشتباكات بين الجانبين في قرية زيزون في ريف درعا، وفقاً للمرصد. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان القوات النظامية قضت على «تجمعات للارهابيين» في ريف حلب وحمص وريف دمشق وريف ادلب وريف حماة. وخلال الأشهر الأخيرة فقد النظام زمام السيطرة على المناطق الريفية في المناطق الشمالية والشرقيةوالجنوبية ولجأ إلى طائرات الهليكوبتر الحربية والطائرات المقاتلة لقمع معارضيه. من ناحية أخرى قال مسؤول في الأممالمتحدة إن 1600 شخص لقوا حتفهم في سورية الأسبوع الماضي وهي أعلى حصيلة أسبوعية خلال ما يقرب من عام ونصف العام من الصراع فيما تقول وكالات الإغاثة إن أحوال المعيشة تتدهور بشكل كبير.