أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير أن "من أعظم الخذلان أن يجهل المرء عدوه، فلا يعرف جلية أمره، ولا يعلم عظم كيده ومكره، ولا يسعى لإيقاف خطره وشره، وربما ركن إليه ووثق بموعوده واغتر بشعاراته. واشار في خطبة الجمعة "كم رأينا شعارات ورايات، وكم سمعنا نداءات وهتافات تنادي بالموت لأعداء الأمة وتحمل لواء الممانعة والمواجة والمقاومة في وجه المعتدي المحتل، وماهي إلا شعارات خداعة تخدع البسطاء وتستميل عواطف البلهاء والغوغاء، شعارات يكذبها التآمر المكشوف ويدحضها التواطؤ المفضوح والولاء المتبادل ". وقال "إن التاريخ يحكي، فحينما كانت المعركة بين الأمة وعدوها، كان حاملو تلك الشعارات هم الحامون لظهر العدو ، المستودعون لسره، المنقادون لأمره"، مبينا أنه لم يستبح العدو أرض الإسلام إلا على ظهورهم وبسبب كيدهم وتآمرهم وخيانتهم. وأبان أن هؤلاء قد دبروا على الإسلام وأهله من الأمور الفظيعة ما لم يؤرخ أبشع منه، وحصل في التاريخ الحاضر من البشائع والفظائع من أحفاد أولائك مثل ما حصل من أسلافهم أو أشد. ومضى قائلا " إن كل من حمل راية الجهاد من الأمة، مصيباً كان أو مخطئاً، طالته آلة العدو بالقتل والتصفية، ومن حمل راية الجهاد من أولائك، لم يبلغه من أعداء الأمة إلا السلامة والإعانه، لأنهم يعلمون أن سلاحهم لم يكن يوماً لقتالهم أو مجابهتهم، يعادونهم ظاهراً ويوالونهم باطناً ".