أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس، أن الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها وأشد خطوبها، العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها. وقال: إن الأمة الواعية مهما عانت من ضراء أو عالجت من بلاء أو كابدت من كيد أعداء فإنها سرعان ما تفيق من غفلتها وتصحو من رقدتها وتقوم من نكبتها فتقيم المائل وتقوم الحائد وترتق الفتق وترقع الوهى والخرق لتعود عزيزة الجانب لا يتجاسر عليها غادر ولا ينالها عدو ماكر. وأضاف: أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحا شاملا كاملا عقديا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والإحباطات والصدمات والانتكاسات. وبين أن على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه ومقوماته وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة وحياتها المعاصرة على نصوص الكتاب والسنة لأنها الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها وزينها وشينها وصوابها وخطئها. وقال الشيخ البدير: إن على الأمة أن تأخذ الرأي والمشورة من رجالها الأوفياء وعلمائها الأمناء، فهم ضمير الأمة وغيظ عدوها وحراس عقيدتها والفضيلة فيها حتى يصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع ومتى تقاعست الأمة عن تدارك أخطائها وأهملت في معالجات مشكلاتها خسرت أمنها واستقرارها ووقعت في أزمات وتحديات وفوضى ومواجهات لا تحمد عقباها ولا يعرف منتهاها. وفى مكةالمكرمة، حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين من الغيبة، مشيرا إلى أنها مظهر من مظاهر ضعف الديانة وقلة الورع والخلل في فقه التدين. وقال: كم هتك هذا المظهر من أستار وانتقص لسببه من أخيار ولفق في سبيله من أخبار يشترك في ذلك الفاعل والسامع والراضي، إنها ضيافة الفساق وجهد العاجزين ومرعى اللئام، إنهم أكلة لحوم البشر بل إنهم أكلوا الجيف. مشيرا إلى أن الغيبة من كبائر الذنوب وكبائر الذنوب لا تكفرها الحسنات من الصلاة والصيام والصدقة وسائر القربات بل لا بد من الإقلاع والندم والتوبة النصوح واستحلال من وقع في عرضه. وأضاف: أن أهل العلم ذكروا صورا تستثنى من الغيبة المحرمة يجوز لصاحبها أن يذكر أخاه بما يكره، فالمظلوم له أن يذكر ظلامته عند من يستطيع رفعها من القضاة والولاة، وذكر أهل الفسق والشر ببغيهم وبدعهم وشرهم وانحرافهم وسوء سلوكهم إنكارا عليهم والتحذير منهم ومنع فسادهم وتقليل شرهم، لكن لا يجوز الإقدام على هذا إلا بعد التحقق من حصول المصلحة والاحتياط للنفس وحسن القصد وصدق النصح والسلامة من الرياء والانتصار للنفس، فإن اشتبه عليه شيء في ذلك والتبس، فالسلامة لا يعدلها شيء.