«ألبوم الصور» مستودع الذكريات، وصندوق الماضي الجميل، كلما مرت سنوات العمر، احتاج الإنسان إلى قلب صفحاته، والبكاء على أطلاله، ضم في طياته مشاعر المرأة وأحاسيسها، وحمل بين جنباته مغامرات الرجل وبطولاته، وسجل في هوامشه شقاوة الطفولة وبساطتها. سيدة سعودية «مها السعيد» تؤكد حبها وتعلقها بألبوم الصور، الذي أطلقت عليه ألبوم الذكريات، وتقول» أحتفظ بألبوم الصور لأنه وسيلة أستعيد من خلالها الماضي ،وأسترجع تفاصيل حياتي السابقة وأقارنها بالحاضر، كأني أشاهد فيلماً تحتشد فيه المواقف والذكريات. وتشير إلى أنها تتصفح ألبومها بدافع الحنين للماضي، بكل ما فيه من تقلبات، فضلاً عن الحزن الذي يجعلها تقلب صفحات الألبوم رغبة منها في مصالحة الوقت الحاضر من طريق استعادة الماضي. وتصف فتاة أخرى «حنان يونس» شعورها بالمثير وهي تستعيد ذكريات الماضي من خلال مشاهدتها للألبوم، وتقول «عندما أستعيد ذكرياتي بالرجوع إلى ألبومات الصور ،خصوصاً القديمة جداً منها تعطيني إحساساً جميلاً يصعب وصفه، لأنها تنقلني إلى تلك الأيام والأوقات بكل ما فيها من أحداث مفرحة أو محزنة». وتضيف بعض هذه الصور قوية تستوقفني بشكل لا إرادي ،لأنه عندما نمعن النظر فيها نشعر وكأننا نعيش الموقف نفسه الذي أخذت فيه الصورة ،لدرجة أننا نشعر بالحزن أو بالفرح بحسب ما تحمله الصورة من ذكريات وأثر في النفس ،أما بعض الصور فنمر عليها مرور الكرام لأنها لا تحتوي علي شيء يحرك الذاكرة أو الإحساس. وتوضح «لميا عمر» موقفها من جمع الصور فتقول «الصور تجسيد للحظات ما في حياتي، وتنقلني إلى كل مراحل عمري ومعانيها، لذلك أحب أن التقط الصور في أيام الأعياد والأفراح والمناسبات الخاصة بي أو بعائلتي وصديقاتي، وأحب أيضاً التقاط الصور في السفر سواء لنفسي أو للمناظر الطبيعية أو السياحية ،وهناك لحظات خاصة جداً تمر بي أحب إبقاءها حية فأسجلها بالكاميرا، وعندما أقلب الصور في ما بعد أشعر وكأنني أعيش اللحظات نفسها بحذافيرها. وتكشف هيام محمد عن بكائها عند مشاهدتها صور صديقاتها وأقربائها ممن رحلوا عن الدنيا فتقول «احتفظ في ألبوماتي بمجموعة كبيرة من الصور لعائلتي ولإخواني منذ الولادة وحتى الآن، وأعمل على تكبير صورة تخصني في وقت معين، وفي أوقات غير متباعدة أقلب ألبوماتي فتذرف دمعتي في أحيان كثيرة علي اختفاء أقارب أحبهم وفقدتهم. وتعتبر «ليلى هاشم» الصور الخاصة بزواجها وفترة شهر العسل أهم الصور بالنسبة لها وتذكرها بأجمل أيام حياتها، وتقول «أتصفح ألبوم الصور بحنين شديد، خصوصاً ذكرى الخلافات التي أمر بها مع زوجي أو عندما أحس بأنني بحاجة معنوية لاسترجاع لحظات السعادة التي قضيتها، وليس بإمكاني أن أعيشها مرة أخري، وعادة ما أحرص علي التقاط صور لأبنائي مع أبيهم في كل سنة لكي تبقى ذكرى بين أفراد العائلة يتناقلها الأحفاد.