قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز 80 ألف شخص، مشدداً على انه رغم الاعباء المترتبة على استقبال تركيا للاجئين، فإن موقف أنقرة لم يتغير إزاء دعمهم. وطالب داود اوغلو دول العالم مساعدة تركيا في تحمل هذا العبء، موضحاً انه سيشدد على هذا الامر خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي دعت اليه فرنسا في وقت لاحق هذا الاسبوع يبحث الاوضاع الانسانية في سورية. وتابع داود اوغلو في مؤتمر صحافي امس: «من أجل الأخوة بيننا وبين السوريين نريد القيام بواجبنا الإنساني. ولكن، هناك عبء ناجم عن زيادة ارقام اللاجئين. يجب أن يكون هذا العبء مشتركاً بيننا وبين المجتمع الدولي»، مشدداً على انه لا يجب ان تتحمل دول الجوار السوري وحدها مسؤولية اللاجئين. ويعلق حوالى خمسة آلاف شخص على الحدود السورية التركية قرب محافظة كيليس (جنوب) وحوالى الفين آخرين في محيط نقطة العبور ريحانلي جنوب تركيا ايضاً كما قال مسؤولون اتراك. وأوقفت تركيا موقتاً استقبال لاجئين سوريين يفرون من المعارك في بلادهم الى حين اقامة مخيمات جديدة قادرة على استيعابهم كما اعلن ديبلوماسيون اتراك. وقال ديبلوماسي تركي ل «فرانس برس»: «ستتم اقامة مخيمات بحلول ثلاثة ايام على ابعد تقدير، وسنسمح حينئذ لهؤلاء الاشخاص بالدخول تدريجاً الى تركيا». وأوضح الديبلوماسي ان مساعدات انسانية ومواد غذائية توزع على اللاجئين في المنطقة العازلة الفاصلة بين البلدين. وأضاف انه يجري بناء مخيمين جديدين للاجئين قدرة استيعابهما 10 آلاف شخص في غازي عنتاب وهاتاي، المحافظتين الواقعتين جنوب تركيا قرب الحدود السورية. وتضاعف عدد اللاجئين السوريين في الاراضي التركية المقيمين في عدة مخيمات او منازل جاهزة، في الشهرين الماضيين لكي يبلغ حوالى 80 الف شخص. وتجري أعمال بناء في موقع في جنوب شرقي محافظة عثمانية التركية لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري. وذكرت وكالة «دوجان» الخاصة للأنباء امس إن نحو سبعة آلاف سوري وصلوا على الجانب السوري من الحدود مع تركيا وينتظرون نقلهم لأماكن إقامة. ووصل محافظ عثمانية إلى موقع إقامة المخيم وقال إن المخيم سيكون جاهزاً يوم الأول من أيلول (سبتمبر) 2012. وأضاف: «سنستضيف عشرة آلاف شخص هنا في هذه الخيام. ستخصص لهم خيام حسب عدد أفراد الأسرة». وحذر وزير الخارجية التركي من ان بلاده لن تكون قادرة على استقبال اكثر من مئة الف سوري واقترح فكرة اقامة منطقة عازلة خاضعة للامم المتحدة في الاراضي السورية لاحتواء تدفق اللاجئين. وتدفق ما يزيد عن 200 الف سوري على الدول المجاورة منذ بداية الصراع وهو ما تجاوز بالفعل تقييماً للامم المتحدة ببلوغهم 185 الفاً بنهاية العام ويزداد احباط تركيا التي تشهد اعلى معدل من تدفق اللاجئين مما تراه استجابة دولية بطيئة. وقال مسؤول تركي ل «رويترز»: «الاممالمتحدة وآخرون يشيدون بتركيا والدول المجاورة لقيامها بعمل جيد في ما يتعلق بإيواء اللاجئين لكن كل هذه التصريحات إنما تغطي بالفعل على ازمة». وأضاف المسؤول: «قدراتنا كدولة مضيفة باتت مضغوطة... نواجه الآن صعوبة في التكيف».