أجرى مسؤول كوري شمالي بارز محادثات في بكين أمس، مع الرئيس الصيني هو جينتاو، كما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية، في مبادرة قد تشكل تمهيداً لزيارة للزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ أون للصين. وأفادت إذاعة الصين الدولية أن الرئيس هو التقى جانغ سونغ ثيك زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي، بعد محادثات أجراها المسؤول القادم من بيونغيانغ وأسفرت عن توقيع اتفاقات تتعلق بمنطقتين اقتصاديتين خاصتين. وهذه المحادثات هي الأعلى مستوى في التعامل الديبلوماسي بين البلدين منذ تولي كيم جونغ أون السلطة بعد وفاة والده كيم جونغ ايل العام الماضي. وتشير هذه المشاورات إلى أن بكين وبيونغيانغ تعملان على تعزيز العلاقات بينهما، لا سيما بعد إعلان الزعيم الكوري الشمالي نيته تحسين الوضع الاقتصادي في بلده. وجدد الرئيس الصيني دعمه لقيام بيونغيانغ بإصلاحات كان والد كيم الذي توفي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي يخطط لها إلا أنه لم تتح له الفرصة لتنفيذها في ظل الضغوط الغربية والمخاوف من تهديدات عسكرية محتملة. وأبدى الزعيم الكوري الشمالي الجديد عزم على تطبيق إصلاحات اقتصادية وزراعية، أملاً في جذب استثمارات أجنبية وخصوصاً صينية بفضل تسهيلات ضريبية وتوفر اليد العاملة الرخيصة. والتقى جانغ سونغ ثيك وهو رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، الرئيس الصيني في بكين بعد سلسلة محادثات مع وزير التجارة الصيني تشين ديمينغ. ونقلت الإذاعة الصينية عن هو قوله إن «جانغ بذل جهوداً كبيرة على مر السنين لتطوير علاقات ودية بين كوريا الشمالية والصين ونحن نقدر ذلك كثيراً». وركز جانغ خلال زيارته على إقامة المنطقتين الاقتصاديتين الخاصتين راسون في شمال شرقي كوريا الشمالية ومنطقة هوانغومبيونغ وويوادو على الجزيرتين الواقعتين في نهر يالو. وكانت بكين أعلنت الثلثاء أنها وقعت مع بيونغ يانغ اتفاقات تتعلق بهاتين المنطقتين بعدما عبر الزعيم الكوري الشمالي عن نيته «تطوير اقتصاد» بلاده و «تحسين وسائل عيش الشعب». وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الاتفاقات تتعلق بعمل وتشكيلة لجان إدارة المنطقتين الخاصتين المشتركتين وتأمين كهرباء من الصين إلى وحدة منهما. والصين هي الحليفة الكبرى لكوريا الشمالية وشريكتها التجارية الأولى. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر الاثنين عن قلق المنظمة الدولية العميق من الأزمة الإنسانية في كوريا الشمالية التي تفاقمت بعد الفيضانات وانزلاقات التربة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في تموز (يوليو) الماضي. وتسببت الفيضانات بمقتل 169 شخصاً وفقدان 400 ونزوح 212200 آخرين إضافة إلى إتلاف 650 كلم مربعاً من الأراضي الزراعية في بلد يواجه نقصاً غذائياً حاداً بحسب أرقام لوسائل إعلام رسمية في بيونغيانغ. ويقول محللون إن جانغ سونغ-ثيك زوج شقيقة الزعيم الكوري الراحل كيم جونغ ايل الذي توفي في كانون الأول (ديسمبر) 2011، هو من يمسك بزمام السلطة فعليا في بيونغ يانغ. وهم يقولون إن الرجل الإصلاحي مهتم بالتطور الذي شهدته الصين في السنوات العشرين الأخيرة.