أعلنت قيادة الجيش الأميركي والسلطات الأفغانية، أن رجلاً يرتدي زي الجيش الأفغاني قتل أمس، ثلاثة جنود أميركيين في جنوبأفغانستان. وهذا ثالث هجوم من هذا النوع يقع هذا الأسبوع، في تطور يثير قلق حلف شمال الأطلسي الذي يدرب القوات الأفغانية بهدف تمكينها من ضمان أمن البلاد بعد انسحاب القوات الدولية المقرر في نهاية 2014. وقالت ناطقة باسم الجيش الأميركي في أفغانستان: «وقع حادث هذا الصباح أطلق خلاله رجل يرتدي الزي الأفغاني النار على عسكريين أميركيين في مقاطعة سانغين في ولاية هلمند، فقتل ثلاثة جنود أميركيين». وأكد محمد شريف رئيس إدارة سانغين التي تعد من معاقل مقاتلي «طالبان» في جنوبأفغانستان أن أربعة أميركيين قتلوا بعدما وقعوا في فخ. وقال «الليلة الماضية، دعا كومندان في الشرطة أربعة من أفراد القوات الخاصة الأميركية إلى عشاء في مركز المراقبة الذي يعمل فيه»، موضحاً أن «الأميركيين الأربعة قتلوا وفر ضابط الشرطة». وكانت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أعلنت أن عسكرياً أفغانياً أطلق النار على جنود للحلف الخميس، من دون أن يتسبب في مقتل أي منهم. وقال ناطق باسم «إيساف» إن «جندياً من الجيش الأفغاني أطلق النار على أفراد من القوة في ولاية لغمان (شرق كابول)، فردّوا وقتلوا المهاجم». ويأتي هذا الحادث في سلسلة الهجمات المتزايدة التي يشنها جنود أفغان بإطلاق النار على جنود الحلف الذين يساعدون الحكومة الأفغانية في قتالها ضد مسلحي «طالبان»، ما يعقد مهمتهم. وقبل يومين من ذلك، قتل جندي أميركي من قوات الحلف الأطلسي الثلثاء برصاص رجلين يرتديان زي الجيش الأفغاني. وقتل أكثر من ثلاثين من جنود «إيساف» في 2012 في 22 هجوماً من هذا النوع. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن غالبية تلك الهجمات وأكدت أنها اخترقت صفوف الجيش الأفغاني، إلا أن الكثير من الهجمات سببها الاختلافات الثقافية والعداوات بين الطرفين. وعلى رغم انتشار 130 ألف جندي من قوات «إيساف» لدعم العسكريين والشرطيين الأفغان ال352 ألفاً، لم تفلح حكومة كابول وقوات الحلف الأطلسي في احتواء حركة تمرد «طالبان»، ما ينذر بحرب أهلية بعد الانسحاب الغربي. وفي هلمند أيضاً، قتل 6 أشخاص من عائلة واحدة أمس، بانفجار عبوة زرعت إلى جانب طريق. ونقلت صحيفة «خاما» الأفغانية عن الناطق باسم حاكم الولاية داوود أحمدي قوله إن التفجير أدى إلى مقتل 6 أشخاص من عائلة واحدة وإصابة 5 آخرين بجروح. وأضاف أحمدي إن بين الضحايا نساء وأطفالاً. ويأتي التفجير بعدما أعلنت الأممالمتحدة أن عدد الضحايا المدنيين للقتال في أفغانستان تراجع بنسبة 15 في المئة خلال النصف الأول من عام 2012. لائحة قتل أميركية على صعيد آخر، تواجه بريطانيا إجراءات قضائية حول دورها في تقديم المعلومات إلى لائحة قتل للجيش الأميركي في أفغانستان، وسط تزايد القلق الدولي في شأن الضربات الجوية الموجهة ضد المسلحين ومهربي المخدرات. وأوردت صحيفة «الغارديان» أن رجلاً أفغانياً فقد خمسة من أقاربه في هجوم صاروخي، بدأ إجراءات قضائية ضد وكالة الجريمة المنظمة الخطيرة (سوكا) ووزارة الدفاع البريطانيتين للكشف عن الدور الذي لعبته المملكة المتحدة في تقديم المعلومات للجيش الأميركي ومشاركتها في تجميعها ومراجعتها وتنفيذ لائحة القتل. وأضافت أن رسائل قانونية أرسلتها شركة المحاماة البريطانية «لي داي وشركاه» إلى وزارة الدفاع البريطانية ووكالة «سوكا» وذكرت فيها أن تورط مسؤولين بريطانيين في هذه القرارات «قد يؤدي إلى جرائم جنائية غير قانونية، كما أنه يثير مخاوف عدة لا سيما في حالات انتهاك القوانين الإنسانية الدولية التي تحمي المدنيين وغير المقاتلين». ونقلت الصحيفة عن الرسائل مقتطفات ورد فيها: «نحتاج لمعرفة ما إذا كان تم اتباع دور القانون وتنفيذ إجراءات الوقاية لمنع ما يمكن اعتباره خرقاً واضحاً للقانون الدولي، ولدينا أسرة يائسة لمعرفة ما حدث وضمان عدم وقوع مثل هذه التجاوزات مرة أخرى». وأشارت إلى أن الإجراءات القانونية حرّكها حبيب رحمن الموظف في مصرف بالعاصمة كابول، والذي فقد اثنين من أشقائه واثنين من أعمامه ووالد زوجته في هجوم صاروخي شنته القوات الأميركية على سياراتهم في 2 أيلول (سبتمبر) 2010، بدعوى أن أقاربه قُتلوا بصورة غير قانونية وفي قضية خاطئة في تحديد الهوية. وأشارت «الغارديان» إلى أن وزارة الدفاع ووكالة «سوكا» البريطانيتين رفضتا التعليق على عملياتهما الاستخباراتية، وأصرّتا على أنهما «تعملان بصرامة ضمن حدود القانون الدولي». كذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس، أن جندياً من فوج الرماة قتل بعمل عدائي في هلمند. وهذا هو أول جندي بريطاني يقتل في أفغانستان هذا الشهر.