حضرت ظاهرة الاسلام السياسي بقوة هذا العام في عدد من المسلسلات الرمضانية المصرية، اذ جرى تناول الحالة السلفية المتشددة والجماعات الاسلامية الفاعلة، وصولا الى التدين الشعبي الخارج عن هذه التيارات. ومن بين اهم هذه المسلسلات "باب الخلق" لعادل اديب وتاليف محمد سليمان عبد المالك وبطولة محمود عبد العزيز واحمد فؤاد سليم وعايدة رياض وعزت ابو عوف، الذي يصور عودة احد الافغان العرب ومن خلال الاحداث الدرامية يقدم المسلسل تيارات الاسلام السياسي اقترابها وافتراقها من بعضها البعض وعلاقتها بالجمهور والارهاب. ويظهر محمود عبد العزيز في هذا المسلسل كاحد الافغان المصريين، ويظهر خلال مسار المسلسل انه من الرجال الذين قاموا بمراجعة تجربتهم، فهرب من بين صفوف "المجاهدين" في افغانستان عائدا الى مصر، ومن خلال الاحداث الدرامية يتبين انه قام بمراجعة شاملة لتجربته تدفعه لان يكون اكثر تسامحا وبعيدا عن التشدد. ومن خلال هذا المسار، يقدم المسلسل عرضا لتيار الاسلام السياسي بمختلف اتجاهاته. وهو بذلك "اكثر المسلسلات الرمضانية المعروضة عمقا في تقديمه تشريحا لكل هذه التيارات، واكثرها جرأة"، بحسب الناقد مجدي الطيب الذي يعتبر ان المسلسل "استطاع ان يضع يده على الجرح الذي نعاني منه الان في مصر بوصول هذه التيارات الى السلطة السياسية". وربط الطيب بين المراجعة التي يقدمها المسلسل عن شخصية محمود عبد العزيز، وبين المراجعة التي قامت بها تيارات الاسلام السياسي في السجون المصرية قبل سنوات معتبرا ان "هذه المراجعة ايجابيه كونها نبذت اللجوء للعنف والعمل الارهابي". ويرى الناقد اشرف بيومي ان هذا المسلسل "سيعمل على تعرية الاتجاهات المتشددة في تيار الاسلام السياسي في هذه اللحظة المناسبة من الصراع القائم في مصر الان، خصوصا وان التيارات السلفية والجماعات المتشددة بدأت تكشر عن انيابها وتفضح نفسها بنفسها من خلال مواقفها التي لا تنسجم مع العصر". وثاني المسلسلات التي تتناول التيارات الاسلامية هو مسلسل "الاخت تريز" لحسام الجوهري وتاليف بلال فضل وبطولة حنان ترك واحمد عزمي وسامي العدل وعبد المنعم صبري واخرين. ويصور المسلسل الاحداث في منطقة صعيد مصر المحرومة من التنمية والتي تحولت موطنا لتفريخ الجماعات الاسلامية ذات الطابع العنيف. وتقدم حنان ترك في هذا المسلسل دورين، دور الاخت تريز التي تتهم المسلمين باضطهاد المسيحيين والتحريض عليهم، ودور فتاة مسلمة تدعى خديجة ترتدي النقاب بعد زواجها من احد الشخصيات الاسلامية المتشددة. وتظهر شخصية الرجل السلفي في المسلسل داعيا الى العنف ومحاربة المسيحيين، ويحمل المسلسل رجال الاعمال المسلمين المتحالفين مع هذا التيار مسؤولية العنف. أما مسلسل "البحر والعطشانة" لوائل فهمي عبد الحميد وتاليف محمد الغيطي وبطولة محمود قبيل ورولا سعد واحمد فهمي، فهو -رغم الانتقادات التي وجهت له من بعض النقاد ب"السطحية"- الا انه تناول العلاقة بين تيار الاسلام السياسي والاجهزة الامنية، والعلاقة مع راس المال الفاسد. وقد دفع ذلك الرقابة الى رفض عرضه على شاشات التلفزيون المصري. وحتى في المسلسلات التي لا تتناول موضوع التيارات الاسلامية، تبرز شخصيات الاسلاميين ضمن العمل الدرامي كحالات فردية يشار من خلالها الى تشدد هذه المجموعات. وتظهر مثل هذه الشخصيات في مسلسلات "الهروب" و"الخواجة عبد القادر" و"الزوجة الرابعة" وغيرها.