بعد أسبوع من المشاهدة الرمضانية في مساءات الفضائيات العربية حاولنا أن نخرج بمحصلة مدى نجاحات بعض من المسلسلات والبرامج الأبرز في كثير من الفضائيات والتي نالت استحسان المشاهد وخطفت وقته الثمين في ليالي هذا الشهر الكريم فمن خلال الحلقات الأولى لمسلسل «باب الخلق» مثلا اتضح أنه المسلسل الأكثر تميزا بين معظم مسلسلات رمضان حيث تدور فكرته الرئيسية حول معنى «الإرهاب والإرهابيين» وارتباط ذلك بجو الفساد والظلم ودارت دراما قصته حول «محفوظ زلط» ذلك الشاب .. مدرس اللغة العربية الذي لا يجد تحقيق حلمه في بلده ويرسله أحد أصدقائه للسفر لأحد البلدان التي فيها الإرهاب متضحة صورته بشكل كبير ليجد نفسه وقد تحولت حياته وأصبح جزءا من المنظومة الإرهابية العالمية بل وأحد قياداتها وحين يعود لبلده بعد أكثر من ثلاثة وعشرين عاما يجد الأجهزة الأمنية في انتظاره و«الدنيا مقلوبة» من حوله ويحاول هو من جانبه أن يغير من أسلوب حياته وأن ينسى ماضيه ولكن هل يتمكن من ذلك أم أن ظروف الحياة ستجبره على انتهاج طرق معينة تفرض عليه .. النجم محمود عبدالعزيز أبدع في أداء الدور وخاصة فى ملابسه كما أن إحساسه كان كذلك، ساعده في ذلك نص المؤلف محمد سلمان عبدالملك وهو مؤلف جديد في محاور دراما التلفزيون ولكنه صاحب فكر ورؤية وأما المخرج عادل أديب فقد وظف كل إمكاناته الإخراجية السينمائية للإخراج والصورة التليفزيونية. والمسلسل من إنتاج شركة جديدة هي فنون مصر مملوكة لأبناء الفنان محمود عبدالعزيز نفسه. (الأخت تريز) دراما مكررة وقضايا هامة • حاولت النجمة حنان ترك أن تقوم بعمل ديني ضخم يجمع في طياته بين التدين السمح الوسطي والبعد عن التشدد وبين العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ورغم ضخامة القضايا المطروحة وأهميتها إلا أن النص عالج تلك القضايا بأسلوب قديم وهو الأسلوب الذي رأه المؤلف بلال فضل سهلا ومريحا للتوازن بين القضايا المهمة فقد جعل البطولة بين توأمتين إحداهما أخذها بيت مسلم والثانية أخذها بيت مسيحي وكل واحدة منهما تنشأ بتربية وثقافة مختلفة فالأولى تخرج شابة مسيحية متزمتة والثانية تخرج مسلمة تتعرض لمواقف إنسانية متعبة وتشاء الظروف أن يتقابلا فى منطقة مملوءة بظروف الاحتقان الطائفي والتعصب الديني وهنا كانت نقطة ضعف الحبكة الدرامية رغم أنها من تأليف بلال فضل من أشهر المؤلفين والمثقفين فى العالم العربي وحاولت حنان ترك التعايش مع الدورين ولكن إحساسها لم يختلف ولم تقدم فرقا جوهريا بين الشخصيتين. وبشكل عام فقد كانت هناك هنات في النص أضعفت الدراما وذكرتنا بدراما زمان أيام عصر الحلول الدرامية عن طريق الصدف والمتناقضات، المسلسل من إخراج محمد الجوهري وهو مخرج جديد وله إمكانات جيدة ولكن النص لم يسعفه ليخرج كل إمكانياته وكذلك لم يكن بجوار حنان ترك مجموعة ممثلين قديرين يحملون معها حمل هذا المسلسل. «سيدنا السيد» دراما وأداء مميز لجمال سليمان كل عام يثبت الفنان جمال سليمان أنه مبدع من طراز فريد سواء فى اختياراته للنصوص التي يؤديها أو للشخصيات التي يجسدها ويظهر ذلك واضحا فى اختياراته لمسلسلاته الرمضانية التي تؤكد بعد نظره ففي هذا العام يختار نص (سيدنا السيد) الذي يدور حول شخصية جبارة متحكمة فى الناس ومصائرها ولكنه رغم ذلك يظهر العدل والتسامح للناس أي يجمع التناقضات الإنسانية والدرامية وعلى وتر التناقضات تدور قصص اجتماعية قوية سواء في النصأو في أداء جمال سليمان الذي يزداد علو كعب من عام لعام ويؤكد تفوقه وحسن اختياراته والمسلسل من إخراج إسلام خيري وهو مخرج له أكثر من عمل قبل ذلك ولكنه تميز فى هذا العمل وأثبت قدرته على التماهي مع الإبداع، المسلسل من تأليف الكاتب ياسر عبدالرحمن أحمد وهو كاتب له مستقبل واعد ومدرك لأبعاد النص الذي يكتبه ومن ناحية طاقم العمل فقد برز الفنان الشاب أحمد الفيشاوي الذي لم ينجح فى بطولات منفردة لأعمال كبيرة ولكنه أثبت هنا أنه رجل الدور الثاني في البطولة وبنجاح المسلسل من إنتاج العدل. «الزوجة الرابعة» المسلسل الأكثر انتشارا كان أكثر مسلسل منتشرا على الفضائيات هذا العام هو مسلسل (الزوجة الرابعة) للنجم مصطفى شعبان وهو أول بطولة مطلقة له حيث أثبت تفوقه في الدراما الكوميدية ويسير في ذلك على أسلوب النجم نور الشريف وقلده في أسلوبه واختياراته وعلى وجه الخصوص في مسلسل نور الشريف الشهير الذي شاركه فيه مصطفى شعبان (عائلة الحاج متولي) وكان يدور حول الزيجات المتعددة والرجل المتزوج بعدة نساء ورغم أن المسلسل الأول بطولة نور الشريف مؤلفه مختلف وهو مصطفى محرم إلا إن التشابه واضح في الرؤية الدرامية والمعالجة القصصية والمواقف الإنسانية، فيبدو أن المؤلف أحمد عبدالفتاح قد تأثر بشكل ما بالمسلسل الأول ولم يحاول الابتعاد عنه كثيرا. والفكرة رغم أنها قديمة ويجوز معالجتها بأكثر من شكل إلا أن المؤلف لم يعالجها بشكل جذري بل عالجها بشكل كوميدي مقارب تماما للمسلسل الأول ولم يحاول المخرج من جانبه أن يجدد في أدواته وأسلوبه الإخراجي ليبتعد عن تلك الإشكالية ويبدو أنه استسهل ذلك والذي رفع من شأن المسلسل هو وجود الفنان الكبير حسن حسني في المسلسل حيث إن الزوجات الأربع لم يكن في مستوى الزوجات الأربع لمسلسل عائلة الحاج متولي اللواتي صرن نجمات كبيرات بعد ذلك مثل غادة عبدالرازق وسمية الخشاب، أما العوامل التي أضعفت المسلسل رغم انتشاره في كثير من الفضائيات هو عدم وجود مواقف درامية كبيرة ومؤثرة بل مواقف أقل من عادية وقد حاولت الزوجات التألق ولكن مواهبهن لا تزيد على ذلك وهن لقاء الخميسي وهبة مجدي وعلا غانم. ومن العوامل الجميلة التي تذكر هنا أن تصاميم ملابس المسلسل جاءت لشاب سعودي هو واحد من الأسماء الجديدة في مجال تصميم الأزياء للرجال المهندس سلطان سمان.