يرى نقاد سينمائيون أن مشاركة النجوم المصريين الكبار في الدراما الرمضانية خلال الأيام التسعة الأولى من عرض أعمالهم على الشاشة الصغيرة شابها تكرار لأعمالهم السابقة بشكل عام. ويستثني نقاد من ذلك الممثل يحيى الفخراني الذي تميز في فكرة عمله، والممثلة ليلى علوي التي تميزت في الانسجام داخل العمل الدرامي. ووقع الفنانون الكبار في الفخ الذي وقع فيه الممثلون الشباب، فغالبيتهم تم تفصيل السيناريو بحسب الطريقة التي يودون الظهور فيها، في إعادة إنتاج لأعمالهم السابقة. كما أن هذه المسلسلات تم نسجها وتطريز التطور الدرامي فيها لتناسب إبراز بطل العمل دون مبرر درامي حقيقي. ويرى الناقد أشرف بيومي أن “النجوم الكبار لم يقدموا في رمضان الحالي تطويراً للدراما، رغم الأحداث التي عاشتها مصر، بل تمت إعادة (إنتاج) الشخصيات التي يحبون تصويرها لإبرازهم أمام الجمهور بعيداً عن المنطق الدرامي”. وبحسب بيومي فإن “المسلسلات بغالبيتها وقعت في هذه الثغرة سواء مع النجوم الكبار، أو مع النجوم الشباب”. ويرى الناقد طارق الشناوي أن “مسلسلات هذا العام تكرار لما سبق”. ويستثني الشناوي من ذلك مسلسل “نابليون والمحروسة” لشوقي الماجري، وتأليف عزة شلبي، الذي “قدم صورة جميلة (..) ودلل على ذكاء بطلة المسلسل ليلى علوي لدخولها ضمن نسيج الدراما في هذا العمل الفني، وليس نسج الدراما على مقاسها لتبرز بالصورة التي تحب الظهور فيها”. ويصور هذا المسلسل المجتمع المصري قبيل حملة نابليون على مصر وخلالها، بكل الغنى الذي كان موجوداً فيه، ويقدم تصورات حول هذه المرحلة التاريخية من عمر مصر، وتؤدي ليلى علوي شخصية السيدة نفيسة، وهي شخصية تاريخية قامت بدور تنويري، ودور سياسي في تلك المرحلة. ويستثني الشناوي كذلك مسلسل “الخواجة عبد القادر” لشادي الفخراني، وتأليف عبدالرحمن كمال، وبطولة يحيى الفخراني. ويناقش هذا المسلسل فكرة جديدة لأول مرة تطرح في الدراما الرمضانية، وهي فكرة الحوار حول رحلة إنسان من الإلحاد الى الإيمان. وبحسب الناقدة على الشافعي، فإن “الفخراني استطاع أن يكون الأفضل بين نجوم الدراما الرمضانية هذا العام، باختياره هذه الفكرة المغايرة، إلى جانب نقله فكرة الحوار الحضاري بين الغرب والشرق، ليكون مقرها الشرق في رحلة روحية لهذا المهندس المتخصص في المحاجر”. أما أبرز المسلسلات التي تعرضت للانتقادات، فمنها مسلسل “فرقة ناجي عطاالله” لرامي إمام، وسيناريو وتأليف يوسف معاطي، وبطولة عادل إمام. وكان هذا المسلسل قد كتب بالأساس ليقدم فيلماً على الشاشة الكبيرة، لكنه لم يجد منتجاً، فقام مؤلفه بتحويله إلى سيناريو مسلسل يتيح فيه لعادل إمام، الذي عاد إلى الشاشة الصغيرة بعد ثلاثين عاماً تقريباً، أن يعيد تقديم نفسه كما يظهر على الشاشة الكبيرة. ويحمل هذا المسلسل بحسب بيومي “المفردات الدرامية التي قدمها عادل إمام طوال مشوراه الفني بعد أن دخل عتبة النجومية، فهو البطل الخارق والقادر على الهيمنة على الأمور، والذكي الوحيد أمام من حوله في العمل الدرامي، وهو صاحب القرارات الصحيحة والمطلقة، وكأنه الشخصية التي لا ترتكب أخطاء”. وينطبق الأمر نفسه أيضاً على مسلسل “9 شارع جامعة الدول العربية” للمخرج محمد مصطفى، وتأليف فداء الشندويلي، وبطولة خالد صالح، الذي يعيد في هذا المسلسل أيضاً اللعب على فكرة العلاقات النسائية المتعددة ضمن العمل الدرامي، كما فعل في مسلسل “الريان” الذي قدمه العام الماضي، ومسلسلات سابقة. ويقول طارق الشناوي إن “خالد صالح يقوم بإلباس الشخصيات التي قدمها بطابعه الشخصي، ويركز على جاذبية تجد صدى جيداً لدى الجمهور على الصعيد التجاري كماركة مسجلة له”. ويضيف أن صالح يرتكز على كونه “زير نساء على صعيد الدراما، مثلما فعل في مسلسلات سابقة مثل “الريان”، و”تاجر السعادة”، بغض النظر عن القيمة الدرامية للمسلسل التي لا أراها كبيرة هنا”. ووجهت انتقادت حادة كذلك لمسلسل “شربات لوز” لخالد مرعي في أول تجاربه في الدراما التلفزيونية، وتأليف تامر حبيب، وبطولة يسرا، لأنه كما يرى الناقد بيومي “يعيد إنتاج شخصية يسرا التي تصعد من وسط الطبقات الشعبية لتصل إلى قمة المجتمع، يرافقها نوع من المفارقات بين الشريحتين الاجتماعيتين، بما تحمله من مفارقات كوميدية، ولكنه لا يقدم جديداً على صعيد الدراما”. وكذلك تم تفصيل مسلسل “باب الخلق” لعادل أديب، وتأليف محمد سليمان على مقاس بطله محمود عبدالعزيز العائد من أفغانستان إلى مصر، ويتعرض لملاحقات أمنية لطيفة على مدار المسلسل، إلى جانب مطاردات التيار الإسلامي السياسي له باعتباره خائناً لهم. أ ف ب | القاهرة