دعا سفير المغرب لدى لبنان الدكتور علي أومليل لبنان الى أن «يتسلّح بماضيه العريق ويتمسك بنموذجه من التنوع والتعايش ليعبر محيطاً تتقاذفه العواصف والأمواج العاتية وتعصف به صراعات الطوائف والمذاهب»، معتبراً أن النموذج اللبناني «ليس ضرورة وحاجة للبنان وحده بل لبلدان أخرى في المنطقة متعددة الأديان والطوائف والإثنيات، وهو أمر ينبغي البناء عليه للوصول الى هوية وطنية جامعة مع حفظ الهويات الخاصة». وكان أومليل يتحدث خلال حفلة الاستقبال التي أقامها أول من أمس لمناسبة عيد العرش، وحضره سياسيون. ومثّل رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة فيه وزير الإعلام وليد الداعوق. ولفت أومليل الى الحراك الجماهيري الذي تشهده بلدان عربية منذ عام ونصف العام، مشيراً الى أن المغرب «قام، قبل بداية الحراك، بإصلاحات حقوقية وسياسية واجتماعية حقيقية توجت بدستور صاغته لجنة مستقلة، بمشاركة الأحزاب والنقابات والجمعيات المدنية صُوّت عليه بغالبية كبيرة قبل عام». وأوضح أومليل أن الدستور الجديد «أكد هوية المغرب الواحد المتعدد ومكوناته العربية والإسلامية والأفريقية وتبنى اللغة الأمازيغية الى جانب العربية كلغة وطنية ورسمية. ونصّ على استقلالية القضاء والمناصفة بين الرجال والنساء واعتماد مرجعية حقوق الإنسان». وأشار الى أن الدستور الجديد «أقر بدور الاحزاب والنقابات في تأطير المواطنين وشرعن حق المعارضة في الوجود والتنظيم والتعبير». وعرض مكانة ودور المؤسسات الملكية الضاربة جذورها في التاريخ «كضامن للوحدة الوطنية ولاستمرار الدولة وتوازن السلطات والحفاظ على المقومات الوطنية والروحية للمغاربة». وشدّد على دور الملك في إنجازات كبرى، منها قانون الاحوال الشخصية وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة».