كشفت النائب الكردية ليلى زانا عن جزء من لقائها الاستثنائي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت، والذي قالت إنه حدث بناءً لطلبها، في محاولة لفتح طريق جديد لاستئناف جهود تسوية القضية الكردية التي «وصلت إلى طريق مسدود». وأشارت في مؤتمر صحافي عقدته في البرلمان، إلى أنها طلبت من أردوغان استئناف مفاوضات أوسلو مع «حزب العمال الكردستاني»، وهي مفاوضات سرية سرّب تيّار في «الكردستاني» تسجيلاتها الصوتية عبر شبكة الإنترنت قبل سنة، ما أدى إلى وقفها بعد جولات استمرت 3 سنوات بين قادة في الاستخبارات التركية وقيادات سياسية في «الكردستاني». كما طلبت زانا من أردوغان توسيع مجال تعليم اللغة الكردية في المدارس الحكومية، ومنح الأكراد بعد ذلك حق التعليم بالكامل بلغتهم الأم، وكذلك نقل زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان من سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي إلى «حبس منزلي». وأضافت زانا أنها أكدت ضرورة أن توفر الدولة «أجواء من الثقة» لتقدّم المفاوضات، مشيرة إلى أن استمرار اعتقال مئات من الناشطين الأكراد والتستّر على المسؤول عن مقتل 34 مهرباً كردياً جنوب شرقي تركيا، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد إعطاء أمر لسلاح الجو بقصفهم خطأً، «لا يمكن أن يمهد لتقدّم في مفاوضات أوسلو، إن استُؤنفت». ولفتت إلى أنها أكدت لأردوغان أن من «حق الشعب الكردي الحصول على اعتذار رسمي من الحكومة عن الحادث، وذلك لا ينتقص من هيبتها، بل على العكس يؤكد جديتها في التعامل مع الأكراد على أساس الاحترام والمساواة مع بقية أفراد الشعب». واختتمت زانا بإعلان تفاؤلها من نتائج اللقاء، معتبرة أن «المهم ليس الأشخاص الذين التقوا وتحدثوا، بل من يمثلونهم على الأرض»، مؤكدة أن «الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية النزاع الكردي، والأكراد لا يمكنهم القتال إلى الأبد». لكن رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح دميرطاش قلل من أهمية لقاء زانا وأردوغان، قائلاً إنه «يتمنى أن يسفر عن نتائج طيبة»، لكنه «لا يأمل كثيراً منه، في ظل سياسات الحكومة» التي اتهمها ب «السعي فقط لنيل أصوات الناخبين الأكراد، في مقابل وعود خاوية». وأشار إلى أن «أردوغان كان يتردد دوماً في تنفيذ أي خطوة جريئة تتصل بالملف الكردي».