أعلنت مصادر في «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا، أن الزعيم المعتقل ل «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان سيوجه رسالة إلى أفراد الحزب وقيادته تطلب تمديد وقف إطلاق النار حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لإفساح المجال أمام النواب الأكراد الذين فازوا في الانتخابات الاشتراعية التي أُجريت الأحد الماضي، للسعي إلى تسوية سياسية للقضية الكردية، وعدم قطع الطريق عليهم. أتى ذلك بعدما حقق الأكراد نصراً باهراً في الانتخابات، إذ رفعوا عدد نوابهم في البرلمان من 20 إلى 36، وباتوا يحظون بنفوذ في المجلس. ونقلت المصادر عن محامي أوجلان قوله إن موكله اتخذ قراره هذا بعد لقائه مسؤولين أتراكاً في سجنه بجزيرة إمرالي، إذ كرر زعيم «الكردستاني» أكثر من مرة وجود اتصالات بينه وبين مسؤولين أتراك حول ملف القضية الكردية. وكان أوجلان هدد قبل شهرين باستئناف العمل المسلح ضد تركيا، فور انتهاء الانتخابات، لإرغام حكومة رجب طيب أردوغان على التحرك على الأرض واتخاذ إجراءات في اتجاه تسوية القضية الكردية. أتى ذلك بعد تصريحات لأردوغان خلال حملته الانتخابية، أنكر فيها وجود قضية كردية، وهذا ما اعتبره أوجلان بمثابة إعلان حرب. في غضون ذلك، يقود دنيز بايكال، الرئيس السابق ل «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي الذي حلّ ثانياً في الانتخابات، حملة لإطاحة الرئيس الجديد للحزب كمال كيليجدارأوغلو، والعودة إلى زعامة الحزب مجدداً من خلال الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الحزب بحجة مناقشة نتائج الاقتراع، والتي اعتبرها بايكال «سيئة جداً وتعبّر عن فشل ذريع للقيادة الجديدة». ويرفض كيليجدارأوغلو ذلك، معتبراً أن قيادته زادت أصوات الحزب من 21 إلى 26 في المئة، مستشهداً بتحليلات الإحصاءات للانتخابات، والتي تفيد بأن نحو 3 في المئة من الناخبين الذين يصوتون عادة للحزب، اقترعوا ل «حزب الحركة القومية»، ليس رفضاً لسياسات كيليجدارأوغلو بل لمساندة القوميين، من أجل إدخالهم البرلمان، إذ أن تراجع أصواتهم تحت نسبة ال 10 في المئة وبقاءهم خارج المجلس كان سيمكّن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم من نيل مقاعد القوميين في البرلمان والحصول على نسبة الثلثين التي تمكّنه من تعديل الدستور بمفرده. ويُتوقع أن يواجه كيليجدارأوغلو مرحلة صعبة خلال الفترة المقبلة، بسبب حملة بايكال ضده، لكن مراقبين يعتقدون بأن كيليجدارأوغلو سيتمكّن من تجاوزها. إلى ذلك، أعلن الحزب الحاكم أن أردوغان سيسحب كلّ الدعاوى التي رفعها ضد خصوم سياسيين وصحافيين، في بادرة حسن نية بعد فوزه في الانتخابات. وقال مسؤول في الحزب: «هذا ليس وقت تسوية حسابات. إننا نفتح صفحة بيضاء».