أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن تحذير أميركا لرعاياها بضرورة أخذ احتياطات أثناء السفر إلى الجزائر بسبب مخاوف من «القاعدة» المغاربية «لا يمت بصلة إلى الحقائق المؤكّدة حول الوضع الأمني في الجزائر ولا إلى نوعية الشراكة الجزائرية – الأميركية». ووصفت الخارجية الجزائرية أمس، تحذير الولاياتالمتحدة لرعاياها من السفر إلى الجزائر ب «اللاحدث»، معتبرةً أن لا علاقة له بحقيقة الوضع الأمني في البلاد. ويُعدّ التحذير الأميركي الرابع منذ بداية العام الجاري، الذي يحذر من هجمات مفترضة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في الجزائر، إلا أن المثير في التحذير هو إشارته الى «حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» والذي يُفترض أن نشاطه محصور في شمال مالي، ونفذ عمليتين عام 2012 إحداهما في تمنراست (2000 كلم جنوب العاصمة) وورقلة (800 جنوب شرقي العاصمة). وصرّح الناطق باسم الوزارة عبدالعزيز بن علي الشريف بأن «الصيغة الجديدة من الوثيقة المعروفة باسم التحذير من السفر التي نشرها مكتب الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي، لا تُعتبر حدثاً». وأضاف أن الأمر يتعلق بصيغة «وثيقة روتينية ومكررة توجه الى الرعايا الأميركيين الموجودين في الجزائر أو الراغبين في التوجه إليها لاعتبارات تتعلق بقانون بلادهم». وأشار الناطق إلى أن «هذه الوثيقة التي لا تمت بصلة الى الحقائق المؤكدة حول الوضع الأمني في الجزائر ولا إلى نوعية الشراكة الجزائرية - الأميركية في عدد من المجالات الأساسية، وستؤدي للأسف إلى تحويل الأنظار عن المسارح الحقيقية حيث يوجد الإرهاب ويتصاعد، مما يتطلب يقظة أكبر». ولاحظ مراقبون تناقضاً بين التقرير ومستوى التعاون الأمني بين الجزائر وواشنطن، والتصريحات الأميركية في المنتديات الدولية عن أن «الجزائر دولة رائدة في مجال محاربة الإرهاب في المنطقة». كما تساءل الناطق باسم الخارجية عن «عادة اللجوء إلى صيغ نمطية لا تزال تُطبق على الجزائر حتى وإن كانت الأخيرة من وجهة النظر الإستراتيجية تغلبت على الإرهاب، وأصبحت منذ وقت طويل من الفاعلين الأساسيين في التعاون لمكافحة الإرهاب في العالم». ووصفت الخارجية الأميركية تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بالتنظيم الذي يمكنه تهديد أمن رعاياها، وحذرت من أخطار السفر إلى الجزائر، وذلك بسبب خطر التعرض للخطف.