وجهت الولاياتالمتحدةواليابان الجمعة تحذيرا إلى الجزائر من اجل حماية حياة الرهائن المحتجزين لدى اسلاميين في موقع للغاز، بعد انتقادات وجهتها دول عدة بينها بريطانيا والنروج في هذا الشأن. وتلتزم الحكومة الاميركية التي اعلنت مساء امس مقتل احد رعاياها الحذر حيال الهجوم الي شنه الجيش الجزائري لتحرير الرهائن. فواشنطن تملك القليل من المعلومات على ما يبدو عما يحدث في مجمع ان امناس الذي يقع على بعد 1300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية قرب ليبيا. من جهة اخرى، يدرك المسؤولون الاميركيون ان الجزائر تشعر بحرص كبير على سيادتها ولا ترحب بالانتقادات الاجنبية. وخلافا للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند او رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لم يدل الرئيس الاميركي باراك اوباما باي تعليق حول هذه الازمة، ولم يصدر البيت الابيض اي بيان ولم يعقد اي مؤتمر صحافي الجمعة. وترك اوباما الامر لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتطلب من الجزائر البرهنة على "اقصى درجة من الوقاية" لانقاذ الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى الاسلاميين. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الياباني فوميو كيشيدا انها تحدثت هاتفيا مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ودعته إلى "توخي اقصى درجات الحذر للمحافظة على الارواح البريئة" في مواجهة "وضع بالغ الخطورة والصعوبة". الا ان الوزيرة الأميركية اكدت ان الجزائر التي زارتها في تشرين الاول/ كتوبر الماضي للبحث في الوضع في مالي المجاورة، دفعت ثمنا باهظا بسبب الارهاب الاسلامي. وقالت ان "الجزائر تعرف اكثر من اي كان مدى قسوة هذه الجماعات. لقد شنوا حربا رهيبة لسنوات كانت كلفتها البشرية كبيرة جدا"، ملمحة بذلك إلى اعمال العنف التي شهدتها الجزائر في التسعينات. ويعزز النزاع في مالي وازمة الرهائن في الجزائر مخاوف واشنطن التي تحذر منذ اشهر من زعزعة استقرار دول شمال افريقيا ومنطقة الساحل من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ودانت اليابان ايضا هجوم الاسلاميين مؤكدة انه "عمل ارهابي غير مقبول اطلاقا". واستدعت اليابان السفير الجزائري لديها احتجاجا على تدخل الجيش الجزائري لتحرير الرهائن بعدما بقيت من دون اي معلومات عن عشرة من رعاياها مساء الجمعة. وقال وزير الخارجية الياباني ان "الحكومة اليابانية طلبت من الحكومة الجزائرية وضع سلامة الرهائن وحياتهم على رأس اولوياتها". وما زال عدد من الاجانب بين ايدي جماعة اسلامية قريبة من تنظيم القاعدة بعد هجوم الجيش على مجمع لاستثمار الغاز في جنوبالجزائر تحصن فيه الخاطفون. وقالت مصادر من الجماعة المسلحة ان عدد الرهائن سبعة وهم ثلاثة بلجيكيين واميركيان وياباني وبريطاني. لكن وزارة الخارجية الاميركية رفضت التعليق على هذه المعلومات. وفي لندن وجه رئيس الوزراء البريطاني انتقادات واضحة إلى الجزائر. فقد وصف هجوم الاسلاميين بانه "ارهابي ووحشي" لكنه عبر مرتين عن اسفه لانه لم يبلغ مسبقا بهجوم الجيش الجزائري. اما النروج التي لم تحصل على معلومات عن ثمانية من رعاياها، فقد دعا رئيس وزرائها ينس شتولتنبرغ إلى الاستعداد "لاخبار سيئة"، واكد لنظيره الجزائري ان الاولوية يجب ان تعطي لامن الرهائن. وفي موقف مختلف عن واشنطن وطوكيو ولندن واوسلو، بدت باريس التي اعلن مقتل احد رعاياها، متفهمة للوضع "المعقد" بالنسبة للجزائر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان "الوضع معقد نظرا لحجم (عملية) احتجاز الرهائن". واضاف ان "السلطات الجزائرية رأت انه ليس لديها خيار سوى شن الهجوم"، مؤكدا ان "باريس كانت تبلغ (بالتطورات) بانتظام من قبل الجزائر".