رصدت هيئة الرقابة والتحقيق خلال جولات ميدانية لمراقبة دوام موظفي الدولة في عدد من القطاعات خلال فترة الصيف الحالي تغيب موظفين رسميين على مستوى مدير إدارة، مدير قسم، موظفين من ذوي المراتب الدنيا في قطاعات حكومية حيوية لها علاقة مباشرة بالجمهور. وكثفت الهيئة من جولات منسوبيها على القطاعات الحكومية كافة لرصد حضور وانصراف موظفي الدولة والقضاء على ما سمته ب «التسيب الوظيفي». وكشف مصدر في الهيئة ل «الحياة» عن رفع بعض اللجان المختصة بمراقبة دوام موظفي الدولة في مناطق الرياض، مكةالمكرمة، والشرقية ملاحظات حول تغيب عدد من موظفي الدولة وانصراف آخرين قبل انتهاء وقت الدوام الرسمي، إضافة إلى رصد نفس الملاحظات في مدن ومحافظات أخرى. وأوضح المصدر أن الهيئة سجلت الملاحظات كافة في دفاتر الضبط وسيتم اتخاذ ما وصفها بالإجراءات النظامية الصارمة الكفيلة بمعاقبة أي موظف حكومي تقاعس عن تأدية عمله الموكل إليه، ورصد ما تتخذه الأجهزة الحكومية من إجراءات تجاه الموظفين المتسيبين. وقال: «إن حالات التأخير في دوام مسؤولين كبار على مستوى مدير إدارة ومديري أقسام من بين الملاحظات المرصودة». ونفى المصدر أي تأخر في مراقبة أداء موظفي الأجهزة الحكومية، مؤكداً أن لدى الهيئة خططاً مرنة ومحكمة تخولها القيام بجولات مفاجئة وليست جولات مجدولة على الأجهزة الحكومية كافة حسب الأنظمة والتعليمات التي تسير عمل الهيئة، وهذه الخطط لا تقتصر على فترات الإجازات الصيفية بل تشمل كذلك مراقبة دوام الموظفين خلال شهر رمضان المقبل وإجازة العيد. وأكد أنها تشمل أيام السنة كافة ويتم خلالها الرفع بالملاحظات التي يتم تسجيلها على الموظفين في القطاعات كافة بمختلف مراتبهم الوظيفية دون استثناء، مشيراً إلى أن هناك موظفين متقدمين لإداراتهم بأعذار طبية وظروف خاصة غيبتهم عن أداء أعمالهم يتم رصدها، والتحقق مع إداراتهم منها، فعملية المراقبة ليس هدفها التسلط بقدر ما تهدف إلى ضمان تأدية موظفي الدولة لواجباتهم الوظيفية للمواطنين والمستفيدين. وأفصح عن تلقي الهيئة شكاوى بعض المواطنين في إدارات محددة حول تأخر موظفين أو عدم وجودهم على مكاتبهم، مضيفاً «ويتم التعامل مع هذه الشكاوى بشكل فوري إذ يتم رصد أي ملاحظة ترد دون تأخير، إضافة إلى الجولات المستمرة التي تقوم بها الهيئة في مدن ومحافظات المملكة كافة». وأتاح نظام تأديب الموظفين لهيئة الرقابة والتحقيق مراقبة دوام منسوبي الجهات الحكومية التي لها علاقة مباشرة مع الجمهور بحيث تتولى الهيئة بمختلف فروعها القضاء على ظاهرة عدم الانضباط والتسيب الوظيفي وتنمية الرقابة الذاتية لدى منسوبي الأجهزة الحكومية المختلفة، وخولها النظام إعداد خطابات إبلاغ نتائج تلك الجولات مع رصد الظواهر المتعلقة بدوام الموظفين، إضافة إلى المتابعة الدورية لدوام الأيام السابقة لجولات الهيئة، ومتابعة ما تتخذه الأجهزة الحكومية على ما أبلغت به من قبل الهيئة من ملاحظات في ما يتعلق برقابة الدوام.