أبدت فتيات يعملن «كاشيرات» في أسواق منتشرة في مدينتي الدمام والخبر، مخاوف من أن يفقدن وظائفهن، التي التحقن بها منذ أشهر، فيما لو اتبعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية، الأسلوب الذي اتبعته نظيرتها في منطقة مكةالمكرمة، بمنع الفتيات من العمل في هذه المهنة، وهو ما اضطر مجمع تجاري إلى فصل الفتيات، وتسريحهن من العمل، بسبب ضغوط الهيئة، بحسب العاملين في المركز. إلا أن المتحدث باسم «الهيئة» في الشرقية الشيخ أحمد الشهري، أكد في تصريح ل «الحياة»، أن «التصريح للفتيات بالعمل «كاشيرات» من اختصاص وزارة العمل، والهيئة لا تتدخل في شؤون غيرها، ولا يمكن لها التدخل في أمر مسموح به بقرار رسمي صادر من وزارة، وفي الوقت ذاته لا يتضمن أي مخالفة»، مضيفاً أن «هذه الأمور ليست من اختصاصنا، ولا يحقّ لنا مساءلة إدارة مجمع تجاري عن توظيف الفتيات، لأن وزارة العمل سمحت لهن بالعمل، وتمّ ذلك بصورة نظامية، وبما يتوافق مع الأنظمة التي تسير عليها البلاد». وكانت فتيات يعملن «كاشيرات» في مجمعات تجارية، أبدين في أحاديث إلى «الحياة»، مخاوفهن من احتمال تدخل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في عملهن، أو «الضغط على إدارة المجمع، لفصلهن كما حدث أخيراً، مع مجموعة فتيات، يعملن في مجمع تجاري في مكةالمكرمة، إذ أقرّت إدارة المجمع، بأن سبب تسريح الفتيات يعود إلى «الضغوط التي مُورست عليهم من قِبل الهيئة، والزيارات المتكررة إلى المجمع». وقالت نورة المؤيد، التي تعمل «كاشيرة» في مجمع بالدمام: «إن مشكلات عدة واجهناها في بداية عملنا، خصوصاً من رجال الهيئة، إلا أنها كانت تتم بصورة غير مباشرة، من خلال التأكد من أن عملنا تمّ بصورة نظامية»، مبينة أن رجال الهيئة «لم يكونوا يتواصلون مع الفتيات مباشرة، بل يخاطبون إدارة المركز التجاري، ويطلبون إثباتات عملنا، وما إذا كان بطريقة نظامية أم لا، ما يثير استغراب المتسوّقين»، مضيفة أن هذا «ليس من اختصاص الهيئة، وهم غير مخوّلين بالرقابة والتفتيش، بل ذلك من اختصاص مكتب العمل». وفي المقابل، أكدت «كاشيرة» أخرى، أن «جولات رجال الهيئة لا تثير القلق أو الإزعاج، وإنما تهدف ضبط العمل من بعيد، إذ يلتقون بالقائمين على المركز التجاري، ويؤكدون عليهم بأهمية عدم الاختلاط، وتطبيق الأنظمة الصادرة من وزارة العمل، لتجنب المشكلات الأخلاقية، وعدم الإخلال بالاشتراطات، بحسب ما يرد من المشرفين والمشرفات على عملنا». بدوره، أوضح نايف الشثري (مساعد مدير أحد المجمعات التجارية)، أن «الجولات تتم من قِبل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للتأكيد على عدم الاختلاط، وعزل مكان عمل «الكاشيرات» الإناث عن الذكور، ووضع حاجز ديكوري، إن أمكن، وليس إجبارياً. إلا أنهم يجبروننا على ألا يتوجه عزاب إلى كاونترات الكاشيرات، لأنها مخصصة للعوائل فقط، وهذه من ضمن الضوابط التي أُقرّت منذ بدء العمل، سواء من مكاتب العمل، أو من الهيئة». يُشار إلى أن فصل مجموعة من الفتيات «الكاشيرات» في سلسلة فروع مركز تسوق شهير في مكةالمكرمة أخيراً ، أثار ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بتوضيح رسمي من جانب وزارة العمل والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على خلفية هذه الحادثة.