رحم الله غازي القصيبي (وزير العمل السابق) الذي رحل عن دنيانا وكان يأمل وهو قائد وزارة العمل في تحقيق أمرين أساسيين، هما غرس قيم وشرف العمل أيا كان للشاب السعودي بما فيها مهنة مقدم الطعام «جرسون»، وأعطى مثالا حيا لذلك، واعتمر قبعة الجرسون ليضرب مثالا للشباب في أن يعملوا في أية مهنة شريفة خير من اختيار العطالة، والأمر الثاني عمل المرأة المقنن لنصبح دولة كبقية دول خلق الله بما فيها جميع الدول الخليجية الأخرى ناهيك عن بقية الدول العربية والإسلامية، حيث تعمل المرأة في كل المجالات بلا استثناء وكلهم مسلمون والحمد لله، وذاك لم ينقص من إسلامهم شيئا. في مجتمعنا، السبب معروف وواضح لكل ذي بصيرة، وهو تحريم الاختلاط، وليس فقط تحريم الخلوة، بل تحريم الواقع القائم والموجود في الأسواق والشوارع والمطارات والمستشفيات وفي المنتزهات والحدائق العامة، وفي الحياة عموما والقائم على الاختلاط. كل ذلك معروف تماما، ومعركة «الاختلاط» يبدو أنها ستستمر إلى حين. قضية «الكاشيرات» هي إحدى معارك «الاختلاط» الذي أثار خيال الكاريكاتير السعودي الذي وضع صورة تبادل المواقع في المشهد، ولمجرد تبدل الموقع يصبح أحدهما حلالا والآخر حراما، رغم أن الرجل والمرأة موجودان في الحالتين. إلا أن التشدد والتطرف وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة ومصادري آراء الآخرين يصرون على أن المرأة مكانها البيت والمضجع. ورغم معرفة هؤلاء بنسب الطلاق والعنوسة الهائلة التي تجعل عمل المرأة طريقا للحفاظ على شرفها وعفتها وكرامتها وإحساسها الإنساني وكلها أمور يدعو لها الاسلام، إلا أن من وضعوا أنفسهم في مقام من يرشدنا إلى الطريق «المستقيم» اختاروا «لبزرانهم» الطريق الذي يبغونه. المدهش هذه المرة، أن وزارة العمل هي من يمنع الاختلاط وليس أولئك الذين عرفناهم. في 28/9/2010 نشرت صحيفة اليوم خبرا مفاده أن مكتب العمل في الشرقية قام بحملة تفتيش عاقب على أثرها مطعما وظف «كاشيرات»، وبتصريح من مكتب العمل وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الكاشيرات رغم أنهن لا يختلطن بالرجال ولا حتى أصحاب المطعم ويخدمن النساء والعوائل، إلا أن مكتب العمل قام بتغريم صاحب المطعم خمسة آلاف ريال وتعهد بعدم توظيف أخريات، يقول «أحمد العبيد» مدير مكتب العمل بالشرقية حسب اليوم 29/9/2010 أن «مفتشينا قاموا بزيارة المحل الذي قام بتوظيف فتيات وتبين أنه يمتلك ترخيصا! إلا أن المحل خالف التصريح المخصص له بخصوص توظيف الفتيات اللاتي من المفترض أنهن وضعن (الكاشيرات) في مكان مغلق بعيدا عن الاختلاط». لاحظوا، ليس بعيدا عن الخلوة، ولكن بعيد عن الاختلاط، وذكرت اليوم في 3/10/2010 أن «من ضمن شروط الوزارة لتوظيف الفتيات كبائعات (كاشيرات) أن تكون الفتيات في غرف زجاجية معزولة»!. من يضع هذه الشروط لعمل فتياتنا المحرومات من العمل الشريف، واللائي يخضعن للذل والهوان لحرمانهن من الاستقلال الاقتصادي وبرضى والديهن وعوائلهن هي وزارة العمل وليس جهة أخرى.. أليست تلك مفارقة؟! ليتك يا غازي موجود لتجيب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة