أثار فصل مجموعة من الفتيات «الكاشيرات» في سلسلة فروع مركز تسوق شهير في مكةالمكرمة أخيراً ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن جرى فصلهن الأسبوع الماضي بطلب من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبطريقة غير رسمية، مطالبين بتوضيح رسمي من جانب وزارة العمل والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على خلفية هذه الحادثة. وكشف مسؤول التوظيف بفرع المركز في حي العزيزية بمكةالمكرمة فارس القرشي في حديثه ل « الحياة» أن قرار التسريح جاء بعد ضغوط مورست عليهم من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي العزيزية. وقال : «جاءنا استدعاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي العزيزية، وذهبت أنا والوكيل الشرعي لمراجعتهم ، فسألونا عن سبب توظيف النساء بمهنة «الكاشير» ، وزعموا بأن هذا العمل يؤدي إلى الاختلاط المحرّم ، فطلبوا منا التعاون بتسريح البنات من العمل، فطلبنا منهم خطاباً رسمياً لأن وجود الفتيات في عمل «الكاشير» أتى بطريقة رسمية من طريق مكتب العمل، والمقلق في الموضوع أن رجال الهيئة لم يتعاملوا معنا بأي أوراق أو مستندات رسمية في هذا الشأن». وزاد : «نحن فصلنا «الكاشيرات» بعد تهديد ووعيد مدير مركز الهيئة بأن يشن حملة تشهير ضد محلاتنا إذا لم نتعاون معه في طرد هؤلاء «الكاشيرات»، وسيقوم بالتشهير بنا في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وهددنا بعمل دعوى لمقاطعة المراكز التسويقية التابعة لنا بدعوى السماح بالاختلاط ، وبذلك سيقل إقبال الزبائن علينا». وأوضح مسؤول التوظيف بفرع المركز في حي العزيزية، أنه رفض الخضوع لمطالب «الهيئة» المتمثلة بالتوقيع والتعهد بعدم توظيف النساء في محالهم التجارية مرة أخرى، مؤكداً أن هذا الطلب غير قانوني وشرعي ويتنافى مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز في دعم «السعودة» من جانب القطاع الخاص وخطة وزارة العمل في تأنيث الكثير من الوظائف . وقال : «إن عدد الفتيات اللاتي يعملن «كاشيرات» في المركز ست موظفات، تم توظيفهن الشهر الماضي بعد أن تم إلحاقهن بدورات تدريبية مكثفة ، خصوصاً أن من بينهن موظفة يتيمة وتعول أسرة كبيرة». وزاد: «تلقينا الكثير من التهديدات خلال الأيام الماضية في فروعنا كافة من جانب مجهولين بسبب توظيفنا ل»الكاشيرات»، بحسب تقارير موظفي السنترال في مراكزنا» وكانت حادثة «كاشيرات» مكة أثارت الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأنشأ مجموعة من الناشطين في «تويتر هاشتاق» لهذه الحادثة، مطالبين باعتذار رسمي من جانب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن هذا التصرف والخارج عن القانون والنظام على حد تعبيرهم، لافتين إلى أهمية فتح تحقيق عاجل وموسع للوقوف على هذا الموضوع وإنصاف «الكاشيرات» المفصولات. وأمام ذلك رفض مدير مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي العزيزية في مكةالمكرمة عبدالله الزهراني التعليق على الحادثة، فيما حاولت «الحياة» استيضاح القضية من جانب المتحدث الرسمي ل «الهيئة» في مكةالمكرمة عبدالرحمن الجابري إلا أنه امتنع عن التعليق ، في حين لم يستجب المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية عبدالمحسن القفاري لاتصالات ورسائل الصحيفة المتكررة.