حضّت اسرائيل الغرب أمس، على «فرض حظر نفطي كامل وعقوبات مالية صارمة» على إيران، إذ اعتبرت أن المحادثات معها في شأن برنامجها النووي، وصلت إلى «طريق مسدود»، وكررت تلويحها بهجوم عسكري. في المقابل، اعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن جولة موسكو بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، «أثبتت أن لا صدقية للدول الست، وأنها ليست أهلاً للتعامل، وتعتمد منطق القوة فقط، لكسب فرصة تحقيق مآربها». واعتبر أن «السبيل الصحيح لمواجهة مآرب المستكبرين، يتمثل في تعزيز الاتحاد والتضامن بين الشعب والمسؤولين، وبين التيارات داخل النظام». وقال ناطق باسم الخارجية الروسية إن جولة موسكو «لم تحقق تقدّماً»، لكنه أشار إلى أن لدى الجانبين «إرادة سياسية لتسوية المشكلة». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن جولة موسكو: «يبدو لي أن الإيرانيين ما زالوا يتحدّون العالم ويخدعونه... لا يمكننا تحمّل تضييع ثلاث جولات أخرى في هذا الشكل، لنسمح للإيرانيين بمواصلة المناورة». واعتبر في حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست» أن ثمة «حاجة لتشديد العقوبات ورفع سقف المطالب من الإيرانيين، لوقف تخصيب اليورانيوم وإخراج الكميات المخصبة من البلاد وتفكيك منشأة فردو» المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم. وأشار الى «استعدادات كثيرة على المستوى التقني» مع الولاياتالمتحدة لمواجهة ايران، وزاد: «لا أريد أن أتظاهر بأني أضع جدولاً زمنياً للعالم، لكننا قلنا إنها لا يمكن أن تكون مسألة أسابيع، ولا أن تصبح مسألة سنوات». أما شاؤول موفاز، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن، فاعتبر أن «على الغرب، بعد فشل محادثات موسكو، فرض حظر نفطي كامل وعقوبات مالية صارمة على إيران، ومواصلة الاستعدادات لخيارات أخرى». ورجّح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «وصول المفاوضات إلى طريق مسدود»، مؤكداً أن «كل الاحتمالات ما زالت على الطاولة، ولا نستبعد شيئاً». الى ذلك، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ان صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تشير الى أن ايران تجري «نشاطات مهمة» في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة الذرية بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي. وأشار الى أن ذلك لم يحدث سابقاً، مضيفاً: «لدينا قلق من أن ذلك قد يعرقل نشاطات التحقّق» مما يحدث في المجمّع. وكان معهد العلوم والأمن الدولي (مقرة واشنطن) نشر صورة جديدة التقطتها أقمار اصطناعية، اعتبر أنها «تُظهر ما يبدو أنه مزيد من نشاطات التطهير» في مجمّع بارشين. وأشار الى «آثار معدات ثقيلة وإزالة للتربة في المجمّع». وأبلغ رئيس المعهد ديفيد أولبرايت، لجنة الدفاع في مجلس النواب الأميركي، أن ايران تحتاج «أربعة شهور على الأقل لتنتج ما يكفي من اليورانيوم ذي النوعية العسكرية» لصنع قنبلة. في غضون ذلك، أعلنت مصادر في صناعة النفط في أبوظبي بدء تدفق النفط، عبر أنبوب جديد، الى المرفأ النفطي الرئيس لدولة الإمارات في إمارة الفجيرة على ساحل عمان، مشيرة الى أن الإمارات ستكون قادرة على أن تشحن، بدءاً من مطلع الشهر المقبل، نحو نصف صادراتها من النفط، من دون المرور عبر مضيق هرمز الحيوي لنقل البترول في العالم، والذي تهدد ايران بإغلاقه إن تعرّضت لهجوم أو مُنعت من تصدير نفطها. وقال مصدر أن الأنبوب الذي بلغت كلفته 10 بلايين دولار ويمتد 360 كيلومتراً، سيضخ نحو مليون برميل، تُرفع تدريجاً إلى 1.5 مليون برميل يومياً، وهذه الطاقة الاستيعابية المعلنة للخط، فيما يبلغ إجمالي صادرات الإمارات 2.4 مليون برميل يومياً. لكن مصادر ترجّح إمكان أن ينقل الخط أكثر من مليوني برميل يومياً.