طهران، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، يو بي آي – اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، أن جولة المحادثات المقررة في موسكو بعد نحو ثلاثة أسابيع، بين بلاده والدول الست المعنية بملفها النووي، ستكون «شاقة»، فيما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر، منذ الشهور الأولى لتوليه منصبه، بزيادة الهجمات الإلكترونية على أجهزة الكومبيوتر المشغّلة لمنشآت تخصيب اليورانيوم في إيران. وقال صالحي: «الاتجاه الذي اتخذته المحادثات جيد. يمكن للعملية أن تأخذ وقتاً، لكن الاتجاه جيد ولدينا أمل بأن مفاوضات (موسكو) ستكون مثمرة». لكنه رجّح أن «تكون مفاوضات شاقة»، معرباً عن أمله ب «تسريع العملية للتوصل إلى تسوية ترضي الطرفين في أسرع وقت». ويُتوقّع أن يناقش مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماعهم الذي يبدأ في فيينا بعد غد الاثنين، مسألة مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، وحيث تشتبه الوكالة بتنفيذ إيران اختبارات لصنع سلاح نووي. وبعد زيارته طهران الشهر الماضي، أعلن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو أن الوكالة وإيران ستبرمان «قريباً جداً» اتفاقاً لتفتيش المنشآت الإيرانية، يشمل بارشين. لكن ذلك لم يحدث بعد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي: «هذا مزعج للوكالة وأيضاً للدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وبعدما عكست المحاثات في بغداد بين إيران والدول الست، «اختلافات جوهرية» بين الجانبين، خصوصاً في شأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، تتجّه الأنظار إلى اجتماع موسكو الذي يأتي قبل تطبيق الاتحاد الأوروبي مطلع تموز (يوليو) المقبل، حظراً على استيراد نفط من إيران. ونقلت «فرانس برس» عن ديبلوماسي في الدول الست قوله: «أجهد لرؤية طريق لا تنتهي فيه هذه القضية بدموع. يجب أن تخرج (محادثات موسكو) باتفاق مقبول حول خيار (التخصيب بنسبة) 20 في المئة، وإلا ستنهار العملية، لكن أخشى أن تكون الثغرة واسعة أكثر من الممكن». وشدد رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوي على أن العقوبات التي فرضها الاتحاد على إيران «لا تستهدف تغيير النظام، بل إزالة شكوكنا في ما يتعلّق ببرنامجها النووي، من خلال المفاوضات، وإعادتها إلى طاولة المفاوضات». هجمات إلكترونية في غضون ذلك، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين ومسؤولين إسرائيليين وخبراء، أن أوباما قرر تسريع الهجمات الإلكترونية على إيران، والتي بدأت عام 2006 خلال عهد سلفه جورج دبليو بوش، تحت اسم «ألعاب أولمبية»، حتى بعد اكتشاف أحد عناصر البرنامج في صيف عام 2010 بسبب خطأ في البرمجة أدى إلى تسرّبه من مفاعل ناتانز الإيراني وانتشاره في العالم. وأطلق خبراء درسوا الفيروس الذين طورته الولاياتالمتحدة وإسرائيل، اسم «ستاكسنت» عليه. وقال مسؤولون إن بعد انكشاف الفيروس، عُقد اجتماع في البيت الأبيض ساده توتر، شارك فيه أوباما ونائبه جوزيف بايدن، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) حينذاك ليون بانيتا. وقرر أوباما مواصلة الهجمات الإلكترونية، بعد إطلاعه على أدلة على أن البرنامج ما زال مؤثراً، وفي غياب معلومات موثقة عن مدى معرفة الإيرانيون بشيفرته. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة تبايناً بين المسؤولين، في شأن مدى تأثير الهجمات الإلكترونية على البرنامج النووي الإيراني. إلى ذلك، توّقع الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية للشؤون العسكرية، «فرار مليون شخص» من إسرائيل، خلال الأسبوع الأول من أي حرب قد تشنّها الدولة العبرية على إيران. وحذر إسرائيل من أي ضربة، قائلاً: «إن حدث ذلك، سيطلق حزب الله في لبنان صواريخه على هذا الكيان، كما ستطلق إيران صواريخها عليه». ووصف الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله بأنه «جندي وفيّ للثورة الإسلامية.