تجاوز العراق أزمة كادت تنتقل إلى الشارع وتتحول إلى صدامات مسلحة، فقد أمر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي القوات المسلحة بعدم التدخل في الصراع السياسي، فيما تلقى خلفه حيدر العبادي المزيد من التأييد في الداخل والخارج. وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز العبادي، معرباً عن أمله في «عودة العراق إلى عالمه العربي والإسلامي». (للمزيد) كذلك رحبت إيران بتكليف العبادي، فيما دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن العراقيين إلى التعاون معه لتشكيل حكومة «لا تقصي أحداً»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وأبدت برلين استعدادها لتزويد بغداد معدات عسكرية غير قاتلة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة القوات العراقية إلى عدم التدخل في السياسة. من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري عراقي سقوط مروحية كانت تجلي نازحين أيزيديين من جبل سنجار، ما أدى الى قتل أحد أفراد طاقمها وجرح خمسة آخرين، بينهم النائب الأيزيدية فيان دخيل التي أعلنت قبل الحادث بساعات أن هذه الطائفة تتعرض للإبادة الجماعية. وفي مؤشر إلى انفراج الأزمة، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ل «الحياة» إنه تلقى اتصالات من جماعات مسلحة أبدت استعدادها للدخول في العملية السياسية. وأضاف أن تكليف العبادي تشكيل الحكومة «نقلة نوعية في العراق». وزاد أن تشكيل «حكومة شراكة حقيقية وفعالة يمكن أن يدفع البلاد الى الأمام»، ولفت الى أن «اجتماعه مع القوى السنية في البرلمان، باعتباره أحد قادة تلك الكتل، ركز على عملية التفاوض مع رئيس الحكومة كي تكون هناك شراكة حقيقية للمكون السني، لا مشاركة فقط». وأشار الى أن «تجاوز الأخطاء، والعبور بالعراق من المرحلة الصعبة يتطلب تعاوناً وتكاتفاً حقيقياً بين كل القوى». وأوضح أن البرلمان «سيضغط لتشكيل حكومة كاملة، وقد رحبت القوى الرئيسية بهذا الموقف، خصوصاً تلك التي تشاطرنا الرأي في أن المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد تتطلب حكومة مكتملة الأركان». وأضاف: «سنعمل كي يكون برنامج الحكومة المقبلة متزامناً ومقروناً بالتصويت عليها، فالبرنامج هو المعيار الذي سيمكن البرلمان من مراقبة أداء الحكومة». وأشار إلى أن «البرلمان سيعمل في الفترة المقبلة على تمرير سلسلة من القوانين المعلقة أو المختلف عليها، وهناك إصرار من القوى السياسية على توفير الغطاء القانوني الكامل للعملية السياسية، كما أن هناك لجاناً برلمانية بدأت العمل بالفعل، سواء في موضوع تمرير قانون الموازنة أو قوانين ذات خصوصية، مثل قانون المحكمة الاتحادية، الذي سيكون الخطوة الأولى في مشروع إصلاح القضاء». وأكد أنه تلقى اتصالات «من جماعات مسلحة أبدت رغبتها في دعم العملية السياسية والتراجع عن النهج المسلح، ولا أعتقد أن هناك مانعاً في ذلك، إذا تبلور في إطار قانوني يحدد هذا التوجه ويشمل كل الفصائل». وتابع أن «العراق ماضٍ في الانفتاح مع دول الجوار الإقليمي والمحيط العربي والعالم». ميدانياً (أ ف ب) دمرت طائرة أميركية من دون طيار مدفع هاون يستخدمه «داعش» ضد القوات الكردية، على ما أفادت القيادة العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم). وأوضحت أن الطائرة «دمرت مدفع هاون كان موجهاً ضد القوات الكردية التي تحمي مدنيين نازحين من الأيزيديين».