التحضيرات لاجتماع هيئة الحوار الوطني وانعقاد الجلسة في موعدها المحدد الإثنين المقبل، كانت محور اهتمام الرئيس اللبناني ميشال سليمان ومتابعته، خلال استقباله في القصر الجمهوري امس سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري. ووزعت السفارة السعودية تصريح السفير عسيري عن الزيارة قال فيه: «سعدت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد الجولة التي قام بها على عدد من الدول الخليجية، والتي كان بدأها بزيارة الى المملكة حيث التقى أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وعدداً من المسؤولين، ولقي فخامته خلالها كل ثناء وتشجيع على جهوده الوطنية المخلصة التي يقوم بها في سبيل جمع الافرقاء السياسيين كافة، لما فيه المصلحة العليا للبنان وشعبه». وأضاف: «جددت لفخامته حرص خادم الحرمين الشريفين والمملكة على علاقاتها الأخوية والتاريخية مع لبنان وشعبه بكل أطيافه وطوائفه، وعلى أمن هذا البلد العزيز واستقراره، في ظل سيادته ووحدته الوطنية، وهي أمور أكد عليها خادم الحرمين الشريفين في الرسالة الاخيرة التي بعثها لفخامته وثمَّن فيها حكمته في رعاية الحوار الوطني اللبناني». وتابع عسيري: «ان خادم الحرمين الشريفين ينطلق في تشجيع الحوار اللبناني من هذه الأسس النبيلة ومن دافع الأخوّة والحرص على هذا البلد ومحبة شعبه، وقد عبر عن هذه المشاعر للرئيس سليمان كونه رأس الدولة ويمثل الموقع الذي يجمع كل أبناء هذا الوطن ورمز الدستور والسيادة». وزاد: «أما ما يتعلق بالناحية العملية للحوار، اي التوقيت ومواضيع النقاش ومواقف القوى السياسية من المشاركة فيه او عدمها، فيتعلق بالأشقاء اللبنانيين دون سواهم، لانها شؤون داخلية بحتة تحرص المملكة على عدم التدخل فيها». وأكد «ان دور السعودية يقتصر على التشجيع على الحوار، فيما الخطوات المتبقية هي من مسؤولية الأشقاء اللبنانيين، وكلام خادم الحرمين الشريفين واضح في هذا المجال، بقوله إن الجهود مهما وصل مداها ستظل قاصرة ان لم تستجب كلُّ الاطراف اللبنانية الفاعلة لها وتغلِّب مصلحة الوطن اللبناني اولاً على ما عداها». ولفت عسيري الى ان «هذه هي رسالة المملكة إلى الاشقاء اللبنانيين، وهذا جوهر دورها الأخوي الذي لا يريد سوى الخير والتقدم للبنان وشعبه، لكي يتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة ويَعْبُر نحو أمن واستقرار مستدام». وكان سليمان التقى السفير البريطاني لدى لبنان توم فلتشر، الذي هنأ رئيس الجمهورية «على جهوده لاستقطاب شريحة واسعة من القادة اللبنانيين إلى طاولة الحوار»، وقال: «هذه إشارة مهمّة تعبّر عن العزم، وتعطينا الأمل بأنّ قادة لبنان مستعدون للعمل سوياً للحفاظ على الاستقرار، وهذه مرحلة تحدٍّ في منطقة مليئة بالتحديات، ولكن يجب التثبت بما يجمع عوضاً عما يفرّق البلد». وتابع فلتشر: «تطرّقنا إلى الوضع في سورية، ورحّبت بالجهود المستمرة لعزل لبنان وفصله عن الأحداث المريعة، كما شددت على وجوب احترام سيادة لبنان، والمملكة المتحدة تعرب عن تضامنها مع لبنان المتحد».