صدر أخيراً أمر ملكي كريم، يقضي بالموافقة على طلب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين بإعفائه من منصبه لظروفه الصحية، وتعيين الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير. وقد أنشئت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين عام 1384ه وتعاقب عليها جمهرة من أهل العلم والفضل وفي مقدمهم الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد، والشيخ ناصر بن حمد الراشد، والشيخ سليمان بن عبيد - رحمهم الله جميعاً وغفر لهم –. وكذلك الشيخ محمد السبيل، وشيخنا الفاضل صالح بن عبد الله حميد، والشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين. والشيخ الحصين لمن لا يعرفه من مواليد محافظة شقراء عام 1351ه وهو أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وأحد الزهاد المتواضعين والمتورعين في هذا العصر الحديث، علماً بأنه كان وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء سابقاً ورئيساً لشعبة الخبراء؛ وله قصص عجيبة تروى في زهده وتواضعه، يتناقلها بعض المقربين منه والمحبين له والمهتمين بسيرته، وقد ذكر ليَّ الدكتور زاهر قضيب البان أحد المقربين من الشيخ طرفاً منها يطول المقام بسرده. والشيخ صالح الحصين أحد الخريجين من كلية الشريعة بمكة عام 1374ه وقد تحصل على درجة الماجستير في الدراسات القانونية من مصر الشقيقة عام 1380ه. وتقديراً لجهوده المميزة في الدعوة الإسلامية وأعمال البر نال جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها التاسعة والعشرين في مجال خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تولى رئاسة شؤون الحرمين الشريفين عام 1422ه إلى حين صدور قرار الموافقة على طلبه بالإعفاء لمرضه – شفاه الله وأنعم عليه بموفور الصحة وتمام العافية - وقد توج هذا القرار باختيار وتعيين شيخنا الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خَلَفاً لَهُ..وهو خَيْرُ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ. وقد تعرفت على شيخنا الدكتور عبدالرحمن السديس إبان تعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام عام 1404ه وكنت أحضر بعضاً من محاضراته العلمية في مكتبة الحرم المكي، وفي جامعة أم القرى، وكذلك التي كان يلقيها بالوحدات السكنية للطلاب التابعة للجامعة. وللشيخ نشاط معروف وملموس في الدعوة إلى الله تعالى عبر منبر الحرم المكي، ومن خلال مشاركاته العديدة في بعض من المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية والمعرفية، وله أيضاً مشاركات إعلامية متنوعة من خلال كتابة المقالات الصحافية وبعض اللقاءات الإعلامية، وله مشاركات علمية ومن أبرزها : كتاب «المسائل الوصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية»؛ وكتاب «الواضح في أصول الفقه دراسة وتحقيق»؛ وكتاب «بلوغ الآمال في تحقيق الوسطية والاعتدال»؛ وكتاب «كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة»؛ وكتاب «دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية»؛ وكتاب «التعليق المأمول على ثلاثة الأصول»؛ وكتاب «الإيضاحات الجلية على القواعد الخمس الكلية»؛ وكتاب «معجم المفردات الأصولية»؛ وكتاب «اتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبد الرزاق» وغيرها من البحوث والمؤلفات. وكذلك من أنشطة شيخنا الفاضل إشرافه على «مجمع إمام الدعوة العلمي» والذي يعد أحد الروافد العلمية والدعوية بمكة؛ والذي يحرص على إقامة الدورات الشرعية المكثفة، والمحاضرات العلمية العامة، والمسابقات الثقافية، إضافة إلى نشاط المكتبة العلمية والتي تحتوي على العديد من الكتب والمخطوطات في شتى الفنون الشرعية والمعرفية. وأخيراً أهنئ شيخنا بهذه الثقة الملكية من لدن وليّ الأمر خادم الحرمين الشريفين، وشيخنا ولله الحمد من خير من يقوم بهذا العمل الجليل، فنسأل الله العلي القدير أن يمده بعونه وتوفيقه، وأن يجعل هذا العمل عوناً له على طاعته والعمل لدينه، وأن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء على ما يقوم به من جهود علمية ودعوية وخيرية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. خالد بن محمد الأنصاري