أعلن متحدثٌ باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن طائرتين عسكريتين أمريكيتين شنَّتا غارة جوية أمس الجمعة على موقع مدفعية يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الهجوم على القوات الكردية التي تدافع عن مدينة إربيل، وأكد «البنتاجون» احتمال استمرار العمليات. وقال المتحدث باسم البنتاجون، الأميرال جون كيربي، في بيانٍ إن طائرتين إف/ إيه- 18 أسقطتا قنابل موجهة بالليزر زنة الواحدة 500 رطل على قطعة مدفعية متنقلة قرب إربيل. وقال إن «مسلحي الدولة يستخدمون المدفعية المتنقلة في قصف القوات الكردية التي تتولى الدفاع عن إربيل، حيث يتمركز عسكريون أمريكيون» يمكن أن يطالهم التهديد. وللولايات المتحدة قنصلية في عاصمة إقليم كردستان، ومنذ تفجُّر أحدث أزمة أمنية في العراق في يونيو الماضي يوجد مركز مشترك للعمليات العسكرية في إربيل. وأصبح مقاتلو «داعش» على بعد نصف ساعة بالسيارة من إربيل التي تعتبر مركز شركات نفط أمريكية. ودبَّ الهلع في المدينة بعد التقدم الكاسح للتنظيم المتطرف في اليومين الماضيين في سهل نينوى الفاصل بين الموصل ومناطق الأكراد. وأكد الأميرال كيربي «اتخذ قائد القيادة المركزية قرار الضربة الجوية بموجب تصريح من القائد العام». وأضاف أن توقيت الضربة الجوية كان في الساعة 6:45 صباحاً بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة أو 1:45 ظهراً بتوقيت إربيل (10:45 بتوقيت جرينتش). وبحسب البنتاجون، فإن «الجيش الأمريكي – وكما أوضح الرئيس- سوف يواصل اتخاذ تحرك مباشر ضد (الدولة الإسلامية) عندما يهددون أفرادنا ومنشآتنا». إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون إن الضربة وُجِّهَت من حاملة الطائرات الأمريكية «جورج إتش.دبليو. بوش». وفي يونيو الماضي، أمر البنتاجون السفينة بالاستعداد لأي عملية عسكرية محتملة في العراق. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز أمس الأول، الخميس، توجيه ضربات جوية أمريكية محدودة على العراق لحماية المسيحيين والحيلولة دون وقوع «إبادة جماعية» ضد عشرات الآلاف من طائفة اليزيدية ممن يحتمون بقمة جبل خوفاً من مقاتلي «داعش». وبدأت الولاياتالمتحدة أيضاً إسقاط معونات إغاثة للاجئين. واكتسح مقاتلون من «داعش» شمال العراق في يونيو الماضي، وهم الآن يطوِّقون إربيل وهي مدينة رئيسة فيها مقر الحكومة الكردية والبرلمان وتضم الآن مساكن مؤقتة لعشرات اللاجئين الذين فرُّوا من مناطق أخرى من العراق. ويمثل العمل العسكري الجديد تغيراً كبيراً بعد عامين ونصف العام من قرار أوباما سحب جميع القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر 2011 مُنهِياً حرباً أمريكية دامية بدأت في عام 2003. وبينما أصر أوباما على أن الولاياتالمتحدة لن تستخدم قوات برية مرة أخرى، إلا أنه في يونيو الماضي أمر نحو 700 جندي بالتوجه إلى العراق لحماية الأفراد والمنشآت الدبلوماسية وإجراء تقييم لنقاط القوة والضعف في الجيش العراقي الذي اختفى معظمه في مواجهة تقدم مسلحي «داعش». وفي يونيو أيضاً أعادت الولاياتالمتحدة نشر بعض موظفيها من السفارة الأمريكية في بغداد إلى إربيل والبصرة وعمَّان في الأردن بسبب مخاوف من إمكانية مهاجمة تنظيم «داعش» العاصمة العراقية. من جهته، توقع رئيس أركان الجيش العراقي، بابكر زيباري، أن تشهد بلاده «تغيرات كبيرة خلال الساعات المقبلة» بعد تدخل القوات الأمريكية وضربها مربض مدفعية ل «داعش» شمال البلاد. وقال زيباري إن «الساعات المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة، الطائرات الأمريكية بدأت بضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور وأطراف سنجار» وكلاهما شمال العراق.