حققت قوات «البيشمركة» الكردية مكاسب عسكرية في شمال وشرق محافظة نينوى، في أول هجوم تشنه بدعم المقاتلات، فيما أكد «مجلس شعب غرب كردستان» (في سورية) الموالي لحزب «العمال الكردستاني» أن قواته تخوض معارك شرسة إلى جانب «البيشمركة» لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما احترق قبر الرئيس الراحل صدام حسين خلال اشتباكات بين «داعش» والجيش في قرية العوجة. جاءت هذه التطورات بعد يوم من إعلان رئيس الإقليم مسعود بارزاني «التخلي عن وضعية الدفاع وبدء الهجوم»، وذلك إثر سيطرة «داعش» على مناطق سنجار وزمار وربيعة، ما تسبب في نزوح آلاف المواطنين الإيزديين، وما زال المئات منهم محاصرين في جبل سنجار وسط نقص حاد في المؤن. وقال مستشار محافظة نينوى لشؤون الأقليات دريد زوما ل «الحياة» إن «البيشمركة بدأت هجوماً واسعاً، وتمكنت من التقدم نحو الموصل والدخول عبر منطقة بعويزه التي تم تحريرها، واقتربت من حي الصديق شمال الموصل، بغطاء جوي، وهناك نزوح كبير للأهالي من الجانب الأيسر للموصل باتجاه الجانب الأيمن»، وأضاف أن «سكان ناحية بعشيقة نزحوا باتجاه مدن إقليم كردستان، كما زرت أمس قضاء تلكيف وقد أصبح خالياً من السكان هرباً من القصف الذي يشنه مسلحو داعش، وقد قتل أحد المسيحيين». وأفاد مصدر أمني بأن «البيشمركة تخوض معارك في محاور عدة، وقد سيطرت على مقر أكاديمية الشرطة في منطقة الشلالات (7 كلم شمال شرقي الموصل)، واستعادت قرى سادة وبعويج التابعتين لقضاء تلكيف، وواصلت البيشمركة سعيها لاستعادة قضاء سنجار، كما تمكنت من صد هجمات داعش في محور قضاء جلولاء في محافظة ديالى»، وكشف أن «مسلحي داعش فتحوا جبهة جديدة في قضاء مخمور غرب محافظة أربيل، وتحديداً في قرية كوشافي». وأعلن النائب الكردي في البرلمان العراقي فارس البريفكاني خلال مؤتمر صحافي أمس أن «قرار القوات الجوية إسناد البيشمركة جاء متأخراً»، وفي حين أصدر برلمان الإقليم قراراً بإرسال مساعدات عاجلة إلى المحاصرين بواسطة المروحيات، أعلنت النائب الكردية فيان دخيل أمس أن «مسلحي داعش أعدموا 500 إيزيدي واحتجزوا 500 امرأة سبايا عقب اجتياحهم قضاء سنجار، كما توفي 70 طفلاً، و100 مسن، في الجبال، بسبب الجوع والعطش». من جهة أخرى، قال الناطق باسم «مجلس شعب غرب كردستان» شيرزاد يزدي ل «الحياة»: «دخلت قواتنا إلى الإقليم منذ اليوم الأول لسقوط سنجار باعتباره خطراً يحدق بنا على امتداد الحدود، لنجدة الأهالي في منطقة ربيعة، وهي تخوض معارك عنيفة في سنجار وما زالت مستمرة بعد أن حررت ناحية ربيعية وقرية المحمودية والقرى المحيطة، وعلاوة على ذلك فتحت ممراً آمنا للنازحين باتجاه المناطق الكردية السورية، فالإيزيديون يقتلون مرتين، باعتبارهم اكراداً ومشركين»، ولفت إلى أن «هدف داعش من احتلال هذه المناطق كان قطع حلقة الوصل بيننا والإقليم». لكن وكالة «بيامنير» التابعة لحزب بارزاني نفت أمس «وجود قوات تابعة للاتحاد الديموقراطي في المنطقة»، واعتبرت ما يروج «دعاية سياسية». وفي رد على موقف الحزب قال يزدي: «لا نريد الدخول في مهاترات ونحن أمام احتلال مناطق كردية من عصابات داعش، ومن المؤسف أن يتم حجب دور قوات وحدات حماية الشعب في استعادتها، ولماذا لم تسأل وكالة بيامنير عن أسباب انسحاب أو انهيار قوات الحزب في تلك المناطق وفشلت في حماية سكانها، وكان بمثابة الإساءة إلى البيشمركة التي تعد رمزاً ولم يتم احتساب الخطر المتوقع، وعلى إعلام الديموقراطي عدم تحجيم الدور البطولي لقواتنا». الى ذلك، أفاد مصدر أمني في صلاح الدين بأن أكثر من 1500 مسلح دخلوا تكريت قادمين من الموصل. وأكد «اندلاع اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات الأمنية جنوبالمدينة في المنطقة المحيطة بمقر الفرقة الرابعة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن «المسلحين دخلوا تكريت بعربات رباعية الدفع نوع همر»، ولفت الى ان «مسلحي التنظيم أتخذوا من مبنى المجلس البلدي في تكريت ومبنى مجلس محافظة صلاح الدين مقرين واستولوا على أسلحة منتسبي القوات الأمنية وأعطوهم إيصالات تؤكد عدم التعرض لهم بعد إعلان توبتهم». وأكدت مصادر مطلعة ان مسلحي «داعش» هاجموا العوجة، جنوب تكريت، وهي مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين والتي تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي والجيش». وأضافت أن «الهجوم الذي استمر طوال الليل كان من محورين: الغربي من جهة المالحة والشرقي من جهة الجزيرة». لافتة الى ان «تلك المعارك اسفرت عن إحراق قبر صدام حسين وعدد من المنازل». وفي الأنبار شهد قضاء حديثة اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الأمن أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر «داعش»، وقال قائممقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي إن «قوة من الجيش والشرطة يساندها مقاتلون من عشيرة الجغايفة وعشيرة البونمر اشتبكوا، اليوم (امس) مع عناصرالتنظيم في منطقة الخفاجية على حدود القضاء، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم».