أمسيات جميلة تلك التي يحييها الفنان والعازف العراقي عقيل العزاوي في بابل، فمنذ انضمامه إلى جماعة كوثا الثقافية التي تهتم بالجمال والموسيقى والمسرح لم يتوقف عن العزف على آلة العود والبيانو، وكلاهما تحتل حيزاً من روحه. كوثا التي استوحت اسمها من مدينة بابلية قديمة، تضم مجموعة من النوادي منها نادي المسرح والنادي التشكيلي ويرأس العزاوي فيها نادي الموسيقى الذي يقيم مجموعة من الدروس والدورات التعليمية الموسيقية للمبتدئين والهواة. يقول العزاوي الذي يعمل في الوقت ذاته استاذاً في جامعة بابل في قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة:» أجد نفسي في العود أكثر من البيانو، ومنذ تخرجي من قسم العود في كلية الفنون الجميلة في بغداد وهو يلازمني اينما أذهب، فحبي له ولّد حباً مماثلاً لدى ابنتي زينب التي ترافقني في معظم الامسيات وتحمل لي آلة العود. وأتوقع لها مستقبلاً في هذا المجال لشغفها الشديد بالموسيقى وحرصها على مرافقتي وهي تعزف البيانو معي. كما انها اصغر ناشطة في جماعة كوثا». ويضيف: «أدندن بعض الأغاني العراقية القديمة أثناء عزفي على العود وفي بعض الأحيان ترافق ترانيمي الشعراء الذين ينشدون قصائد حب في المرأة والوطن، وأحب العزف الذي يعتمد على التكتيك». الحب المزدوج في داخله للمسرح والموسيقى معاً جعله يبني جسراً من التواصل بين الاثنين ويؤلف مجوعة من الألحان الموسيقية والغنائية لسبع مسرحيات من بينها «أوهام الغابة» و»حاويات السعادة» و»عرش النساء» و»حاويات بلا وطن». يقول العزاوي: «أحببت الاثنين ولم أجد بداً من الجمع بينهما، فالفنان يجب ان يجد طريقة لجمع الأشياء التي يحبها في بوتقة واحدة». عشقه للمرأة والوطن ومشاعره العميقة لهما ظهرت في الاغاني التي لحنها ومنها «كيف تعشقين» و «سلاماً لبابل». لكن اعتياده على وجود عشقين في قلبه «المرأة والوطن» أو «الموسيقى والمسرح» لا يعيق حنينه إلى تمضية بعض أمسيات الدندنة بمفرده، لأن تلك الامسيات تمثل فسحة خاصة من الحرية وايجاد الذات. يقول: «ألفت الموسيقى والألحان ورافقت الشعراء والأمسيات، لكن أجمل لحظاتي هي حين أدندن بمفردي بأغنية جميلة وتتزاحم أناملي على اوتار العود... في تلك اللحظة أجد نفسي».