في كل مرة تفد على المجتمع النسائي «صرعات» تستحوذ على فتيات سعوديات بسبب إقبالهن على كل ما له صلة بالجمال ولفت الأنظار واستجلاب الإعجاب، وفي الغالب تكون «الصرعة» مستوردة من مجتمعات أخرى ولها في تلك المجتمعات (كالمجتمع الغربي) مدلولات وإشارات غير موائمة للمجتمع الجديد المضيف لها. ومن هذه الظواهر تخريم الشفاه ووضع حلق من الإكسسوار و تخريم منطقة أسفل الشفاه والحاجب واللسان والسرة وعلى أحد الأسنان، كما أنهن لم يكتفين بتخريم خرم واحد بمنطقة الأذن بل تعدى ذلك إلى خرم الأذن بالكامل. واختلفت أراء الفتيات التي التقت بهن «الحياة» مابين مؤيد ومعارض، فسحر محسن وصفت عملية التخريم بأنها زينة بشعة وليس فيها أي مدلول من مدلولات الجمال. أما لينة نوري فتراها ظاهرة لا يقوم بها إلا الغريبات في المجتمعات الغربية فكيف تفعلها فتيات المسلمات. وليلى الهاجري وهي أم لأربع بنات تقول: «لا أسمح لأي ابنة من بناتي أن تقوم بهذا السلوك لأنه مخالف لعاداتنا وتقاليدنا». في حين سمحت أم غادة محمد لابنتها التي تبلغ من العمر 20 عاماً بعمل خرم في منطقة الحاجب بسبب ضغط ابنتها عليها حتى تماثل صديقاتها. ونور أحمد ذات 15 عاماً تقول: «والداي سمحا لي بالتخريم وذهبت إلى مستوصف ودفعت مبلغاً بسيطاً جداً20 ريالاً لتخريم منطقة تحت الشفة ولم أجد انتقاداً من أحد وخصوصاً من المدرسة بل أشعر أن الجميع ينظر إليّ بنظرة إعجاب». في المقابل يرى بعض الشباب أن موضة التخريم ليست بالجميلة ولا تعطي الفتاة تميزاً في مظهرها، فعبدالله الشريف يصف الفتاة التي ترتدي هذه الحلقات بأنها ذات منظر مقزز كونها قامت بتشويه جمالها بوضعها لهذه الحلقات، وخالد سالم يرى أن الفتاة التي تخرم وجهها بوصف مختصر بأنها ليست أنثى، أما سعيد غالب فأشار إلى أنه لا يشعر بأي جاذبية نحو الفتيات اللاتي يضعن الحلقات على وجوههن. و ماهر نوري فإنه لا يسمح لابنته البالغة من العمر 14 عاماً أن تفعل ذلك لأنه أمر خارج عن المألوف. من جانبها وصفت المستشارة الأسرية النفسية زهرة المعبي ظاهرة تخريم البنات لشفاههن وحواجبهن باستثناء زمام الأنف المتعارف عليه وغيرها ب «أنها تشويه للجمال وأن الفتاة منحت أجمل ما في الكون وهي الأنوثة وعليها أن تقدر نعمة الجمال والأنوثة التي خلقها الله بها» وأشارت المعبي في حديثها ل «الحياة» إلى أن هذه الظاهرة صادرة عن فراغ وحب للتقليد الذي ليس لهما مبرر ويأتي أيضاً نتيجة أزمات وضغوطات نفسية جعلتهن يعبرن عن باطنهن أمام الناس بهذا التصرف معتقدات بذلك لفت الأنظار، مشيرة إلى أن قيامهن بذلك فيه خروج عن القانون الاجتماعي. ويرى المستشار النفسي وتطوير الذات الدكتور علوي عطرجي أنه ينظر إلى هذا السلوك من جانب الدوافع التي دفعت الفتيات موضحاً في حديثة ل «الحياة» أن وراء كل سلوك قصد يكون إيجابياً من قبل الشخص نفسه، والدافع والمكسب الثانوي الذي يتحصل عليه الشخص هو الذي يدفع إلى فعل ذلك السلوك، ويرى أن الدوافع تختلف من شخصية فتاة لأخرى. مشيراً إلى أنه لابد الأخذ بعين الاعتبار مسألة العمرية التي بنت فيها الرغبة فالعمر من7 سنوات إلى 14 سنة يعد سن التقليد كأن تقلد الفتيات شخصية مشهورة أو محبوبة أو مؤثرة لديهن، والفترة العمرية ما بعد14 عاماً تأتي المرحلة الاجتماعية وهي تكوين الهوية والتي تكمن خطورتها إذا كانت الهوية بها شذوذ بالمجتمع، فيمكن أن تقوم الفتاة بأي شيء بدون النظر إلى القيم الدينية والقيم الاجتماعية بعين الاعتبار. ويضيف عطرجي: إن أهم الدوافع التي تدفع الفتيات إلى القيام بهذا السلوك المظهري وهو حب التقليد أو حب الانتقام من أحد الوالدين أو إثبات للذات أو لفت الانتباه مشيراً إلا أنه لابد من معالجة الظاهرة من خلال معالجة الدوافع وليست كظاهرة» سفر : لا ينبغي العبث بالأعضاء من باب الترفيه والتقليد