انتشار عمليات التجميل اجتاحت العالم منذ نهاية القرن الميلادي الماضي ومطلع القرن الحالي، ما أدى بالتبعية إلى زيادة استخدام أدوات التجميل ومستحضراته، التي أصبحت حديث النساء من مختلف الأعمار وشرائح المجتمع، باعتبار أن الجمال مطلب فطري للمرأة وجزء هام من حياتها. لكن زيادة اهتمام المرأة بجمالها جعل الشبان في حيرة وتردد عند اختيار شريكة العمر، وأكثرهم يرفض أن تكون العروس أجرت عمليات تجميل في وجهها لتغيير ملامحها، معللين ذلك بما قد تتعرض له الفتاة على المدى الطويل من مشاكل صحية. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من الشبان والمختصين حول هذه الظاهرة. الشاب وائل علي يقول: أرفض جملة وتفصيلا زوجة أجرت أية عملية تجميل؛ لأن الجمال الحقيقي داخل الإنسان ولا ينتهي مع مرور السنين، أما جمال المظهر فمهما طال الزمن يأتي يوم ويختفي، ومع ذلك نجد انتشار عمليات التجميل بشكل كبير هذه الأيام منها تكبير الفم، نفخ الوجنتين، وشد الحاجبين، وهذه العمليات تجعل غالبية الفتيات يشبهن بعضهن، متناسيات أن الخالق يخلقنا متناسقين. فيما يؤيد الشاب سالم عمليات التجميل المشروطة، ويقول: في الآونة الأخيرة انتشرت عمليات التجميل بين الفتيات أكثر من الشبان، وأنا مع من تريد تغيير عيب خلقي أو مشكلة صحية تحتاج إلى التدخل الجراحي، أما إن كانت العملية لمجرد تغيير الوجه، الملامح، والشكل العام للبحث عن الجمال، فهذا أرفضه تماما في زوجة المستقبل، كيف أقبل زوجة بهذه العقلية وعدم الرضا وكيف ستكون أما لجيل جديد وهي بهذا التفكير. ويقول أسامة عبد الله (عقد قرانه أخيرا): إن سبب انتشار عمليات التجميل والحقن والوسائل التي تغير الملامح هو انتشار الفضائيات وتقليد نجمات الفن والمذيعات، حيث تقلد الفتيات نجمات الفضائيات في الملابس، الشعر ، نفخ الشفاة، ورفع الحواجب، لدرجة أننا نجد أن غالبية الفتيات مثل بعضهن. فحين قررت الزواج طلبت من والدتي أن تكون زوجتي بطبيعتها دون أي تغيير راضيا بها ولا يهمني أن تكون ملكة جمال، المهم أن تكون زوجة فاضلة مقبولة الملامح. وأعربت أمهات عن رفضهن ظاهرة عمليات التجميل للفتيات اللاتي لا يحتجنها، وقلن إن أولادهن أكثر وعيا ودراية بتلك الأمور ويرفضون خطبة الفتاة التي تغير ملامحها، وأنهم يفضلون الفتاة متوسطة الجمال الطبيعية عن فتاة الجمال الصارخ غير الطبيعي والمصطنع. من جانبها، ترجح الدكتورة فوزية با شماخ مديرة مركز استشارة للتطوير الذاتي والنفسي أسباب رفض الشباب للفتيات المتجملات، فتقول: كثير من الفتيات في الوقت الحالي أصبح همهن الوحيد هو اللهاث خلف الموضة وبأية طريقة، وأعتقد أن تلك العمليات تكون ضرورة طبية لعلاج التشوهات الخلقية مثلا أو لتعديل جزء معين أو بسبب مرض؛ لذلك من الخطأ أن يرفض الخطيب الاقتران بمثل هذه الحالات. وتشير با شماخ إلى أن هناك سببين يجعلان الشبان يرفضون المتجملة، الخوف على الحالة الصحية المستقبلية للزوجة أي أن المتجملة قد تكون عرضة للمرض والضعف مستقبلا، إضافة إلى سبب اقتصادي حيث لا تسمح ميزانية الأسرة بتوافر قيمة إجراء العمليات للزوجة، خصوصا أن العمليات مكلفة جدا كما أن بعضها يتطلب إعادة إجرائه بعد فترة من الزمن. وشددت أنه يتعين على الفتيات أن يفهمن أن الشاب يفضل أن تكون فتاة أحلامه طبيعية. وتنصح با شماخ الفتيات بأن يحتفظن بجمالهن من خلال المحافظة على الأكل السليم والنوم المبكر، فجمال المرأة في روحها وفكرها وعليها أن تحافظ على صحتها فهذا قمة الجمال، ولننظر حين اختيار ملكات الجمال، نجد أنه لا يؤخذ بمعيار جمال الوجه والجسم ولكن يؤخذ في الاعتبار المستوى الثقافي والفكري للمتقدمة، وهذا أكبر دليل على أن الشكل جزء من الجمال وليس الجمال فقط في المظهر بل في الجوهر. ويقول طبيب التجميل الدكتور ياسر البدوي: لا بد للشباب أن يعي أن عمليات التجميل لا تغير ملامح بل تعدل الوضع غير الطبيعي إذا كان هناك ميل أو اعوجاج في الأنف مثلا، أو لإخفاء آثار الزمن للكبيرات، أما بالنسبة لحقن الوجنتين فتستطيع الفتاة في أي سن إجراء الحقن وبعضهن يرى أن تلك العمليات تزيد من ثقتهن بأنفسهن.