طهران، تل ابيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – استعاد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لهجة متشددة إزاء طهران، اذ لم يوافق رئيس أركان جيش الدولة العبرية الجنرال بيني غانتس رأيه في شأن «عقلانية» القادة الإيرانيين، كما اعتبر أن العقوبات لن تردعهم عن صنع سلاح نووي. وكان باراك قال أخيراً ان العقوبات توجد «فرصة لوقف الإيرانيين، قبل امتلاكهم سلاحاً نووياً». كما اعتبر غانتس أن العقوبات بدأت «تؤتي ثمارها من الناحيتين الديبلوماسية والاقتصادية»، مشيراً الى أن «القيادة الإيرانية تضمّ أفراداً عقلانيين جداً»، وتوقّع ألا تصنع طهران قنبلة ذرية، بسبب العقوبات وتهديدها بضربة عسكرية. لكن باراك رأى أن القادة الإيرانيين «ليسوا عقلانيين بالمعنى الغربي للكلمة، وهو الحفاظ على الأمر الواقع والتسوية السلمية للمشاكل، والاعتقاد بعكس ذلك يصل الى حد العمى أو عدم المسؤولية». وقال أمام ديبلوماسيين أجانب، في اشارة الى الإيرانيين، انهم «أذكياء ويتطلعون إلى البقاء في الحكم ويسعون نحو أهدافهم بمكر غير محدود، ومن خلال تقدير متواصل لخطوات الخصم ونياته»، معتبراً أن إيران تسعى الى الهيمنة الإقليمية، ولا يردعها احتمال حدوث دمار. وأقر بأن العقوبات على ايران «أشدّ من الماضي، ولكن من الضروري قول الحقيقة، اذ ان إمكان استجابة ايران، في ظل هذا المستوى من الضغط، للمطالب الدولية بوقف برنامجها النووي، تبدو ضئيلة». وحضّ باراك العالم على الاستعداد للتصرف ب «سرعة وحزم» لمنع طهران من امتلاك سلاح ذري، اذ ان ذلك سيشعل «سباقاً لامتلاك اسلحة نووية في المنطقة». وأقرّ بأن أي ضربة عسكرية لإيران ستكون «معقدة ومحفوفة بالخطر ولا يمكن التكهن بنتائجها». لكنه حذر من أن امتلاكها «القنبلة» سيكون «أكثر تعقيداً بكثير، وخطراً وأكثر كلفة بما لا يُقاس، من حيث حياة الأفراد والموارد المالية». كما اعترف بوجود خلافات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في شأن التعامل مع إيران، لكنه اشار الى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرك أن وحدها إسرائيل مخوّلة «اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤولية، في المسائل المتصلة بأمنها ومستقبلها». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إن باراك أراد «وضع الأمور في نصابها»، بعد استبعاد غانتس أن تنفذ إيران «الخطوة الأخيرة» في اتجاه تطوير سلاح نووي. بانيتا في غضون ذلك، أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن أمله بأن يكون غانتس محقاً في تأكيده ذلك. وقال: «آمل بأن يكون (غانتس) محقاً وأن يعرف أكثر مني. لا أملك أي معلومة خاصة في شأن هل اتخذ (الإيرانيون) قراراً في هذا الاتجاه أو ذاك». وأكد ان الولاياتالمتحدة ستواصل ممارسة ضغوط على ايران، لتمتنع عن محاولة تطوير سلاح ذري. الى ذلك، طالبت لجنة القوات المسلحة الاستراتيجية في مجلس النواب الأميركي، الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة بتحمل قدر أكبر من نفقات درع صاروخية تكلّف بلايين الدولارات، ويسعى حلف شمال الأطلسي الى نشرها في أوروبا، لحماية أعضائه من الصواريخ الباليستية الإيرانية. في غضون ذلك، ابلغ ايلان برمان، نائب رئيس مركز «المجلس الأميركي للسياسة الخارجية»، لجنة فرعية للأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي، ان «النظام الإيراني استثمر في شكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة، في قدراته الهجومية والدفاعية في مجال المعلوماتية». وأعرب الرئيس الجمهوري للجنة باتريك ميهان عن قلقه من «إمكان أن يتمكن (الإيرانيون) من شنّ هجوم معلوماتي ضد الأراضي الأميركية». طهران في المقابل، اعتبر قائد القوة الفضائية في «الحرس الثوري» الجنرال امير علي حجي زاده ان «تدمير حاملات الطائرات الأميركية سهل جداً، اذ ان تكنولوجيا متطورة استُخدمت في صنعها، وإذا انفجرت مفرقعات نارية صغيرة على متنها، يُدمّر نظامها». وأشار الى ان «ايران التقطت صوراً لحاملات الطائرات، مستخدمة أبسط طائرة من دون طيار». كما رأى الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، ان السنة الإيرانية التي بدأت في آذار (مارس) الماضي ستكون «سنة الانتصارات المتتالية لإيران، والإخفاقات الكبرى للاستكبار والغرب».