طهران، فيينا، تل أبيب - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - لم يستبعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، احتمال أن تكون إيران «تنظّف» مجمّعاً عسكرياً تريد الوكالة تفتيشه، إذ تشتبه في أنه شهد اختبارات سرية للتسلّح النووي، فيما اعتبرت طهران أنها «أفشلت الديبلوماسية الأميركية»، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي اختُتم في فيينا. في غضون ذلك، رأى الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) مئير داغان أن النظام الإيراني «عقلاني جداً»، داعياً الى العمل لإسقاطه، بدل ضرب منشآته النووية، فيما أقرّ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن بلاده تعدّ «منذ وقت طويل» خططاً لهجوم على إيران. وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان المحادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، ستُستأنف في اسطنبول، في نيسان (أبريل) المقبل، وقال: «الهدف يجب أن يكون وقف ايران تخصيب اليورانيوم». واعتبر أن على طهران أن تختار، بين «الربح والخسارة في العقوبات، والربح والخسارة في الطاقة النووية». وقال أمانو لوكالة «رويترز»: «لدينا معلومات تفيد بوجود نشاط معيّن» في مجمّع بارشين قرب طهران. وسُئل إن كان قلقاً من أنباء أفادت باحتمال «تنظيف» المجمّع، فأجاب: «هذا الاحتمال ليس مستبعداً. لا يمكننا تأكيده، فلسنا هناك. بما أننا لم نستطع دخول بارشين، لا معلومات مفصّلة لدينا، ولكن لدينا معلومات حساسة». الى ذلك، قال المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية أن «أميركا حاولت منذ 6 شهور، استصدار قرار ضد ايران، لكن مجلس المحافظين اكتفى ببيان أصدرته الدول الست، يدعو الى تعاون ايران مع الوكالة، وهذا فشل للديبلوماسية الأميركية أمام نظيرتها الإيرانية». واعتبر داغان أن النظام الايراني «عقلاني جداً، ويدرس كلّ عواقب أفعاله، وهو حريص جداً على مشروعه» النووي. وقال لقناة «سي بي أس» الأميركية: «ليس صائباً شنّ هجوم على ايران، قبل استكشاف كلّ المقاربات الأخرى». وحضّ على السعي الى تغيير النظام في طهران، قائلاً: «من واجبنا مساعدة كلّ من يرغب في تقديم معارضة علنية لنظامه في إيران». وأعرب داغان الذي رأس «موساد» بين 2002 و2011، عن ثقته بأن الولاياتالمتحدة ستتدخل عسكرياً ضد ايران، اذا كان ذلك ضرورياً، قائلاً: «الرئيس الأميركي باراك أوباما قال علناً إن الخيار العسكري على الطاولة، وإنه لن يسمح بامتلاك ايران سلاحاً نووياً، وأنا أثق عادة برئيس الولاياتالمتحدة». وسئل عن تقويمه الخيارات المتاحة إذا وجب شنّ هجوم على ايران، فأجاب انه «يفضّل أن يفعل الأميركيون ذلك». في الوقت ذاته حضّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على «اختبار» تأثير العقوبات على ايران، معتبراً أن الدولة العبرية لا تحتاج «نقاشاً علنياً»، قبل شنّ هجوم عليها. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جدد تأكيده عدم القبول بامتلاك ايران «سلاحاً نووياً، لأننا نواجه خطراً وجودياً»، وقال ان أي ضربة لإيران «ليست مسألة أيام أو أسابيع، لكنها أيضاً ليست مسألة سنوات». تزامن ذلك مع تأكيد بانيتا أن بلاده تعدّ «منذ وقت طويل»، خططاً لهجوم على إيران، لكنه شدد على أولوية التسوية الديبلوماسية. وقال لصحيفة «ناشونال جورنال» الأميركية إن أي قرار إسرائيلي بضرب إيران «سيحدث تأثيراً، ولكن واضح ان تنفيذ الولاياتالمتحدة ذلك، سيحدث تأثيراً أضخم بكثير». في السياق ذاته، أشار الجنرال هربرت كارلايل، نائب رئيس أركان القوات الجوية للعمليات في الجيش الأميركي، الى تسلّم قنبلة خارقة للتحصينات وزنها 13600 كيلوغرام، يمكنها اختراق تحصينات خرسانية سمكها 65 متراً، وقد تُستخدم خلال أي هجوم على ايران. وقال: «القنبلة الضخمة الخارقة للتحصينات، سلاح عظيم لديه قدرة رائعة، وسيكون أحد الاحتمالات إذا احتجناه في هذا النوع من السيناريوات». وفي طهران، أُثيرت تساؤلات عن تحوّل محتمل في مسيرة العلاقات مع الولاياتالمتحدة، بعد ترحيب مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي باستبعاد اوباما الخيار العسكري لتسوية الملف النووي الايراني، إضافة الى مؤشرات أخرى سجلت خلال الأسابيع الأخيرة، بينها موافقة واشنطن علي إبرام صفقة نادرة لبيع طهران قمحاً أميركياً، وأنباء عن هبوط طائرة ركاب أميركية في مطار الخميني في طهران الخميس، كانت في رحلة بين الدوحةواسطنبول، لكنها طلبت تزويدها وقوداً.