واشنطن - لندن، أ ف ب - رجّح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا أمس، امتلاك إيران كمية من اليورانيوم تكفي «لصنع قنبلتين» نوويتين. وأقر بأن التقدم في أفغانستان «أكثر صعوبة وبطئاً مما كان متوقعاً»، معتبراً أن تنظيم «القاعدة» قد يكون في أضعف موقع له منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال بانيتا لشبكة «أي بي سي» الأميركية، في إشارة الى الإيرانيين: «نعتقد أن لديهم ما يكفي من اليورانيوم الضعيف التخصيب لصنع قنبلتين». وأضاف: «سيلزمهم سنة من دون شك (لصنع القنبلة) وسنة أخرى لاحقاً لتطوير نظام عملاني لاستخدام هذا السلاح». وأشار الى أن ثمة «نقاشاً» داخل إيران الآن حول قرار تطوير قنبلة من عدمه، معتبراً أن طهران «تواصل تطوير مهارتها وأيضاً قدرتها النووية». وقال: «انهم مستمرون في العمل على مفهوم الأسلحة. هذا الأمر يثير قلقاً حيال نياتهم والى أين يريدون الوصول». وسُئل بانيتا: هل ستشن إسرائيل هجوماً على المنشآت الذرية الإيرانية، فأجاب انه يعتقد أن إسرائيل تمنح الولاياتالمتحدة مجالاً لانتهاج السبل الديبلوماسية والسياسية لتسوية الملف الإيراني. وقال إن إسرائيل والولاياتالمتحدة تتقاسمان «من وجهة نظر استخباراتية» معلوماتهما حول تطوير القدرة النووية الإيرانية، مضيفاً في إشارة الى الإسرائيليين: «اعتقد انهم يشعرون في شكل أكبر بأن (إيران) اتخذت قراراً بصنع قنبلة. في الوقت ذاته، يعلمون أن العقوبات سيكون لها تأثير». وأعرب عن شكوكه في قدرة العقوبات التي أقرها مجلس الأمن أخيراً، على إنهاء الطموحات النووية الإيرانية. ورأى أن العقوبات قد تساهم في إضعاف الحكومة الإيرانية، من خلال إيجادها مشاكل اقتصادية جدية، مستدركاً: «هل ستردعها عن طموحاتها في ما يتعلق بالقدرة النووية؟ ربما لا». وأشار بانيتا الى «مخاوف إزاء انتشار السلاح النووي وأن يقع أحد هذه الأسلحة بين يدي إرهابيين»، قائلاً: «يتم تداول كثير من هذه المعدات ونحن قلقون لمعرفة أين تصل وهوية الجهة التي تحصل عليها». على صعيد آخر، قال بانيتا إن الولاياتالمتحدة تخوض منذ تسع سنوات في أفغانستان «حرباً قاسية جداً»، مضيفاً: «نحرز تقدماً، لكنه أكثر صعوبة وبطئاً مما كان متوقعاً». وشدد على أن «المسألة الجوهرية تكمن في معرفة هل سيقبل الأفغان تحمّل المسؤولية» في المعركة ضد المتمردين بعد انسحاب القوات الأجنبية من بلادهم. وتأتي تصريحات بانيتا بعدما عزت صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من مهماته كقائد للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ليس فقط الى تصريحاته لمجلة «رولينغ ستون» والتي انتقد فيها مسؤولي البيت الأبيض، بل أيضاً الى تقويم سلبي جداً قدمه الى وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف، قبل أيام من إقالته. واعتبر بانيتا أن «القاعدة» قد تكون في أضعف موقع منذ هجمات 11 أيلول، بسبب الضربات الصاروخية الأميركية (غرب باكستان)، إذ ثمة 50 الى 100 ناشط فقط في أفغانستان، والباقون يختبئون على الحدود الغربيةلباكستان. وأعرب عن قلق شديد من اعتماد «القاعدة» على ناشطين يخلو سجلهم من أي سوابق، أو من يعيشون في الولاياتالمتحدة. وقال: «نخوض أكثر العمليات عنفاً في تاريخ سي آي أي في ذلك الجزء من العالم، والنتيجة تتمثل في أننا نعطّل قيادتهم». وأقر بانيتا بأن الاستخبارات الأميركية تفتقر منذ «مطلع القرن الواحد والعشرين» الى معلومات جيدة حول مكان وجود زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، معتبراً ذلك «في غاية الصعوبة». وقال إن بن لادن يختبئ في أراضي باكستان الوعرة، مع «حماية أمنية ضخمة من حوله»، معرباً عن ثقته في إمكان العثور عليه وعلى القادة الآخرين للتنظيم «إذا واصلنا ضغوطنا». ودافع بانيتا عن الهجمات الصاروخية التي تشنها «سي آي أي» بطائرات من دون طيار في المنطقة، معتبراً أن القول بأنها تنتهك القانون الدولي «خاطئ». الى ذلك، استبعد بانيتا أن يؤدي التوتر بين سيول وبيونغيانغ حول إغراق البارجة الكورية الجنوبية، الى حرب بين البلدين، مرجحاً أن يكون الهجوم على البارجة مرتبطاً بخلافة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل.