تل أبيب، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب - عكست تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين أمس، في شأن الملف النووي الإيراني، تبايناً مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي ينتهج موقفاً متشدداً، وسط تكهنات بأن ذلك جعله «معزولاً» عن تيار أكثر واقعية يميل إلى تبنّي مقاربة «معتدلة» لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. في غضون ذلك، نقلت وكالة «بلومبرغ» عن السفير الإيراني في موسكو محمود رضا سجادي إن بلاده «تدرس اقتراحاً روسياً بوقف توسيع برنامجها النووي، لتجنّب عقوبات جديدة» فرضها الاتحاد الأوروبي، وتقضي بحظر استيراد نفط من إيران، يُطبق في تموز (يوليو) المقبل. وأشار إلى أن طهران قد تكون مستعدة أيضاً، «في إطار تسوية أكثر اتساعاً»، لتوقيع البروتوكول الإضافي المُلحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح تفتيشاً أكثر صرامة للمنشآت الذرية. على صعيد السجال الداخلي في إسرائيل، قال رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس: «إيران تقترب خطوة تلو أخرى من نقطة تصبح فيها قادرة على أن تقرر هل تريد صنع قنبلة نووية». وأضاف لصحيفة «هآرتس»: «أعتقد بأن المرشد علي خامنئي، لا يريد اتخاذ الخطوة الأخيرة في اتجاه امتلاك القنبلة، إذ أن ذلك سيكون خطأً فادحاً. وأعتقد بأن القيادة الإيرانية تضمّ أفراداً عقلانيين جداً، لكنني أوافق على أن وجود قدرة مشابهة في أيدي إسلاميين أصوليين، قد يجرون حسابات أخرى في لحظات معيّنة، هو أمر خطر». واعتبر غانتس أن «الخيار العسكري هو الأخير زمنياً، لكنه الأول من حيث الصدقية، ونستعد له في شكل ذي صدقية، وهذه وظيفتي بصفتي عسكرياً. نقترب من نهاية المناقشات، لا من وسطها». ورأى أن العقوبات على إيران بدأت «تؤتي ثمارها من الناحيتين الديبلوماسية والاقتصادية». ويتناقض كلام غانتس مع تأكيد نتانياهو أن العقوبات «بدأت تنال من اقتصاد إيران، لكنها لم تؤخّر برنامجها النووي، ولم توقفه قيد أنملة». وقال لشبكة «سي أن أن»: «أجهزة الطرد المركزي تعمل منذ ما قبل بدء المحادثات مع إيران، وخلالها، كما تعمل أثناء حديثنا». واعتبر نتانياهو أن «أحداً لا يمكنه التعامل بجدية» مع الإيرانيين، مضيفاً أنه لا يريد أن يراهن ب «أمن العالم، على سلوكهم العقلاني». أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فقال إن إيران «لم تقرر بعد إنتاج قنابل نووية». وسُئل عن تأثير العقوبات عليها، فأجاب: «اذا وُجد تصميم لدى الأميركيين والأوروبيين، ولدينا أيضاً، تكون هناك فرصة لوقف الإيرانيين، قبل أن يتوصلوا إلى سلاح نووي». وكرر أن «كل الخيارات يبقى مطروحاً». الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مسؤول إسرائيلي بارز» إن «غانتس لا يريد أن يكرر بصوت عالٍ وفي شكل علني، ما لم يتوقف المسؤولون العسكريون الإسرائيليون، وبينهم سلفه غابي أشكنازي، عن قوله في السنوات الأخيرة». وأضاف: «باراك طوّر موقفه ويبدو أكثر اعتدالاً، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أكد أخيراً وجوب إعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية والضغوط الديبلوماسية» على إيران. وزاد: «يجد رئيس الوزراء نفسه معزولاً قليلاً في ملف إيران».