دعت الأحزاب العربية في محافظة كركوك القادة الأكراد إلى الكف عن التصريحات «العدائية للمكونات الأخرى ووقف الاعتداءات عليها»، مؤكدة أنها ستقف «قوة ضد كل محاولات إلحاق المدينةبإقليم كردستان». وأوضح المجلس السياسي العربي في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «اتهامات نائب رئيس البرلمان عارف طيفور للعرب في كركوك بالشوفينية غير موفقة». ولفت إلى «استنكار قادة أكراد التفجيرات التي شهدتها محافظات عدة، من دون الإشارة إلى أعمال القتل والاغتيال التي يتعرض لها أبناء المكون العربي في كركوك، وآخرها الحادث الإجرامي الذي تعرض له أحد شباب العرب للخطف والاغتيال والرمي بجثته على قارعة الطريق بينما تفرض الأسايش والبيشمركة (قوات الأمن الكردية) سيطرتها خلافاً للدستور، ما يجعل قيادة شرطة كركوك عاجزة تماماً عن أداء دورها أمام الحزب الذي ينتمي إليه طيفور». وأكد القيادي في المجلس السياسي العربي أحمد العبيدي في تصريح إلى «الحياة» أن «اتهام طيفور لقادة العرب في كركوك بخلق المشاكل وتعكير الأجواء إنما هو مسعى لخلط الأوراق للتملص من المسؤوليات الأخلاقية والتاريخية، ومحاولة لنسيان ما توارد من بيانات وخطب لقادة أكراد تجاه كركوك وأهلها». وحذر العبيدي من «خطاب إلغاء الآخر، وتهميش مكونات كركوك». واعتبر ذلك «محاولات بائسة لطمس هوية المدينة العراقية تنفيذاً لأجندة ممنهجة». أما رئيس القائمة العربية في مجلس المحافظة محمد خليل الجبوري فدعا الحكومة الاتحادية إلى «الحفاظ على وحدة واستقرار كركوك وعدم المساس بهويتها الوطنية». وأضاف أن «الحكومة أصبحت ملزمة بتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها في كركوك وحمايتهم بإخراج الأسايش والبيشمركة وبسط نفوذ الأجهزة الدستورية من جيش وشرطة وهذا هو الحل الأمثل للملف الأمني والتأسيس للتعايش السلمي بين جميع المكونات في المحافظة». من جهته، دعا رئيس حزب العدالة التركماني أنور بيرقدار في تصريح إلى «الحياة» «القيادات العربية والكردية إلى وقف التصعيد الإعلامي نظراً إلى ما تعانيه كركوك من أزمة انعكست بقوة على الوضع الأمني فيها». وأشار إلى أن «أرواح الأهالي ما زالت في خطر بسبب الخلافات السياسية التي تشهدها المدينة منذ عام 2003 وعلى الحكومة الاتحادية اتخاذ خطوات بناءة لدعم التعايش بين المكونات ووقف سياسات التفرد التي تعانيها كركوك منذ أعوام». وتشهد كركوك أزمة سياسية وخلافات مستمرة بين مكوناتها السياسية بسبب النزاع على هويتها القومية ومطالب كردية بإنهاء سياسات نظام الرئيس الراحل صدام حسين التي أدت إلى تهجير مئات الأسر الكردية ونفيها شمال البلاد. ويعتقد السياسي الكردي المستقل أنور جان بأن «الأحزاب المختلفة أخطأت في التعاطي مع قضية كركوك بسبب توجهاتها القومية التي انعكست على عموم الأوضاع». وطالب «الحكومة بوقف التصعيد الإعلامي بين الأحزاب لما ألحقه بسكان كركوك من ضرر بالغ». ويؤكد الأكراد أن مئات الأسر الكردية تم ترحيلها من كركوك إلى إقليم كردستان في موازاة حملات استيطان نفذها النظام السابق في مسعى لتعريب المدينة. إلا أن القيادي في المجلس السياسي العربي الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي نفى أن تكون الأسر العربية التي استقدمت إلى المدينة «حلت بدلاً من الأكراد الذين رحلوا لأسباب سياسية آنذاك». وأضاف: «لقد قام النظام السابق بتهجير عشرات الأسر العربية التي ينتمي أبناؤها إلى المعارضة أو من طاولتهم أحكام الإعدام إلى مناطق عدة بينها كركوك والأنبار أسوة بأسر كردية رحلت أيضاً إلى جنوب وغرب البلاد، وعليه فان سياسة إنهاء التعريب التي يطالب بها الأكراد بعيدة عن الواقع والهدف منها هو تغيير ديموغرافية كركوك».