حذر عرب كركوك من اندلاع أزمة عرقية بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الحالي ونشر قوات «البيشمركة» في المناطق المتنازع عليها. وأكد مصدر امني نجاة أحد أعضاء القائمة التركمانية في مجلس المحافظة من محاولة اغتيال. وقال القيادي في «المجلس السياسي العراقي» الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي في تصريح الى «الحياة» ان «قرار نشر قوات البيشمركة الكردية ليس من صلاحيات الاحزاب الكردية التي تؤكد ان قواتها جزء من قوات وزارة الدفاع وعليها الرضوخ لاوامر تلك الوزارة واعتماد اوامرها بدلا من الاحزاب التي تنتمي اليها اذا كانت تصر على انها قوات مستقلة». وأشار الى ان «تلويح الاكراد في مناسبة او غير مناسبة بنشر البيشمركة يدخل المناطق المسماة بالمتنازع عليها في أزمة عرقية لا تحمد عقباها». ودعا الحكومة الى «الكف عن صمتها ازاء ما يحصل من تجاوزات وخروقات تلك القوات في كركوك قبل ان تخرج الامور عن السيطرة». وكان نائب قائد الشرطة في كركوك اللواء جمال طاهر اعلن تشكيل قوة مشتركة من العرب والاكراد في كركوك الشمالية ، أطلق عليها اسم «الاسد الذهبي» ل»افشال مساعي التنظيمات المتشددة في زعزعة الاوضاع الامنية عبر ضرب مكونات المدينة بهدف اثارة الفتنة الطائفية». وينتشر في المدينة المعروفة بثروتها النفطية نحو11 الفاً و300 شرطي . وكان النائب عن «التحالف الكردستاني» حسن جهاد، اكد ان قوات البيشمركة ستعود الى الاقضية والنواحي المعروفة باختلاطها العرقي في محافظة ديالى، وان من المقرر تشكيل قوة من البيشمركة والجيش للحفاظ على أمن المنطقة، بحلول عيد الفطر. من جهته، أكد مسؤول في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، ان «الغاية من نشر قوات البيشمركة في كركوك وديالى والموصل هي في اطار استتباب الامن وحماية الاقليات من دون تمييز من الهجمات التي تشنها التنظيمات المتطرفة في تلك المناطق». وأشار الى ان «عدداً من الاسر الكردية اضطرت الى النزوح عن مناطقها في ديالى إثر تلقيها تهديدات من عناصر مسلحة تنتمي الى تنظيم القاعدة» وبيّن ان «نشر هذه القوات سيحول دون استمرار تدفق النازحين من قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى الى محافظات الاقليم». وكان مدير ناحية السعدية أحمد زركوشي، أحد أبرز البلدات المختلطة في قضاء خانقين، اكد ان «مستقبل بقاء الاسر الكردية في الناحية، مرهون بإعادة البيشمركة الى تلك المنطقة»، مضيفاً ان «الاكراد في المنطقة في انتظار ما سينجم عن وعود حكومة اقليم كردستان «. يشار الى ان ناحيتي السعدية وجلولاء التابعتين لقضاء خانقين (177 كم شمال شرق العاصمة بغداد) تعتبران احد ابرز المناطق التي تضم خليطاً من العرب والاكراد والتركمان في ديالى. وشهدت عمليات ترحيل لأسر كردية منذ نحو شهرين.