حذرت الاحزاب العربية والتركمانية من «مخطط سياسي يستهدف إبعاد العرب والتركمان «عن مدينة كركوك قبل اجراء الاحصاء السكاني العام، داعية الحكومة المركزية الى اصدار تعليمات بتولي قوات نظامية مهمة الملف الامني في المدينة التي يقطنها خليط من العرب اضافة الى الاكراد والتركمان واقلية مسيحية . واعتبر بيان للمجلس السياسي العربي ان «ما يحدث استمرار للنهج المتبع من قبل الأجهزة الأمنية الكردية في الضغط على أهالي كركوك من العرب والتركمان، ضمن عملية لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين». واوضح البيان ان «قوات من الأسايش والبيشمركة نفذت خلال الايام القليلة الماضية حملة اعتقالات بدعم أميركي كامل في احياء المصلى والعروبة والواسطي وواحد حزيران، مستهدفة الأسر العربية والتركمانية، بعدما وجهت اليهم تهديدات لإرغامهم على ترك بيوتهم ومغادرة المحافظة». ودعا المجلس «الحكومة المركزية والقيادة العامة للقوات المسلحة الى تولي قوات الفرقة 12 مهمة الملف الامني والدخول إلى مركز المحافظة والانتشار عند مداخلها ومخارجها، بعد فرض السيطرة عليها، ومنع المليشيات المسيسة من التصرف بمقدرات الأهالي، وفقاً لأجندات حزبية وعنصرية ضيقة». واعتبر رئيس القائمة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري «اعتقال 86 شخصاً من قبل قوات امنية استهداف مباشر للاقلية العربية قبل اجراء عملية الاحصاء السكاني». واتهم «الاحزاب المتنفذة بتنفيذ مخطط لطرد العرب والتركمان من كركوك بهدف إحداث تغيير ديموغرافي لصالح مكون معين». وكانت قوة تابعة لشرطة طوارئ كركوك نفذت حملة اعتقالات في عدد من الاحياء ذات الغالبية العربية والتركمانية. واوضح مسؤول امني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه ل»الحياة» ان معلومات استخباراتية افادت بوجود متهمين بالانتماء للتنظيمات المسلحة في الاحياء المذكورة. واضاف ان « الاعتقالات لا علاقة لها بالمواقف السياسية ولا في الاحياء التي تقطنها مكونات معينة خصوصا ان الاجهزة الامنية مستقلة عن كل انتماءات ومواقف سياسية وحزبية». الى ذلك دعا رئيس حزب العدالة التركماني انور بيرقدار «مكتب الأممالمتحدة في كركوك الى التحرك في اتجاه حقوق الاقليات الاخرى في المدينة». واضاف، في تصريح الى»الحياة»، ان «ممثلية المنظمة لم تمارس أي نشاط في ما يتعلق بالكشف عن مصير مئات المعتقلين أو مطالبة الجهات المسؤولة بالاسراع في البت بمصيرهم «. ودعا «المؤسسات القضائية الى اثبات نزاهتها من خلال تسريع معاملات المعتقلين وانهاء مأساة اسرهم». وكان عضو المجلس السياسي العربي سامي برهان العاصي أكد ل»الحياة» تنفيذ حملة اعتقالات امنية شنتها الاجهزة الامنية الكردية ضد أسرعربية مهجرة، داعياً «قوات الامن إلى وقف فوري للاعتقالات غير المرخصة قضائياً». ويطالب العرب والتركمان بتأجيل التعداد السكاني العام، بدعوى الفراغ الحكومي «الذي يمنح غطاء قانونيا للتجاوزات الحاصلة في كركوك والمناطق المتنازع عليها منذ عام 2003». وتشهد المدينة أعمال عنف شبه مستمرة وعمليات خطف مواطنين من قبل عصابات متخصصة.