أكد قادة تشكيلات القوات المسلحة في سورية أمس أن دمشق «لن تسمح بتكرار ما حصل خلال وجود بعثة المراقبين العرب، حيث استغلت المجموعات الإرهابية ذلك، فأعادت تنظيم عناصرها وتسليحهم وقامت في كل أشكال الإرهاب من قتل وخطف وتهجير للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة». جاء ذلك خلال احتفال القوات المسلحة في الذكرى 66 لجلاء الاستعمار الفرنسي عن سورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن القادة قولهم في المناسبة إن «أعداء سورية ظنوا أنهم بدعمهم للمجموعات الإرهابية المسلحة وبتمويلها بالسلاح والمال وممارسة عمليات التضليل والتجييش الإعلامي، يستطيعون المضي في تحقيق المشروع الاستعماري الغربي الذي عجزوا عن تحقيقه طيلة العقود الماضية بفضل عزيمة الشعب السوري المتمسك بوحدته الوطنية وتلاحمه مع جيشه وقائده»، مشيرين إلى «المفارقات الكبيرة في مواقف وتصريحات الأنظمة التي تدعي حرصها على مصالح الشعوب العربية، في الوقت الذي ترفض فيه تسليح الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال متجاهلة الممارسات الإرهابية واللاإنسانية التي يتعرض لها شعب بأكمله من حصار وقتل وتشريد وتجويع على يد آلة القمع والإرهاب الصهيونية». وقالت «سانا» إن القادة «عاهدوا الرئيس الفريق بشار الأسد على أن يكونوا دائماً الجند الأوفياء لقيم الجلاء ومعانيه عبر الاستمرار في التصدي لما يخطط له أعداء الوطن من مؤامرات تستهدف أمنه واستقراره». كما أكدت رئاسة مجلس الوزراء في بيان في المناسبة أن «استعادة وتمثل قيم الجلاء العظيم في هذه الذكرى، يتزامنان مع مرحلة تتعرض فيها سورية لمخاطر وتحديات تستهدف أمنها واستقرارها ودورها الوطني والقومي، ما يؤكد ضرورة تذكير كل من تخونه ذاكرته وكل من لم يقرأ أو يستوعب جيداً تاريخ سورية بأن إيمان شعبنا الراسخ بوطنه وتمسكه بوحدته الوطنية ودعمه مسيرة التنمية وبرنامج الإصلاح ورفضه المطلق للتدخل الخارجي في شؤون وطنه، هو السلاح الأمضى في مواجهة أعداء سورية وإفشال مؤامرة قوى الشر وعملائها للعودة بتاريخ سورية إلى الوراء». وزادت إن «شعبنا السوري بتلاحمه الوثيق مع جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه الحصين وبالتفافه حول القيادة الحكيمة للرئيس الأسد، يؤكد أنه أكثر صلابة وقوة وعزيمة من أجل الذود عن حياض سورية والتصدي لصناع المؤامرة لتبقى سورية قلعة منيعة عصية على الطامعين والمتآمرين». من جهتها، بثت الوكالة الرسمية تقريراً جاء فيه أن السوريين الذين يحيون ذكرى الجلاء يعرفون أنهم «يواجهون سايكس- بيكو جديداً، وأن هناك أطرافاً إقليمية تريد العودة إلى الواجهة على حساب الشعب العربي وحقوقه المشروعة. لذلك تتحالف مع أعداء هذا الشعب الذين يراودهم حلم قديم باحتلال الشعوب ونسف حضارتها ونهب ثرواتها لتبدو بصماتهم واضحة في جميع فصول المؤامرة على سورية بدءاً بتزوير الحقيقة عبر إعلام تضليلي تحريضي مفبرك وصولاً إلى إمداد المجموعات الإرهابية المسلحة بالسلاح والمال والتهديد بالعدوان على سورية».