طهران، بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت إيران أمس، أنها ستقدّم «اقتراحات جديدة» خلال المحادثات المقررة في اسطنبول بعد غد السبت، مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما لم يؤكّد الاتحاد الأوروبي استضافة بغداد الجولة اللاحقة من المحادثات. في غضون ذلك، بات محمود أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور جزيرة أبو موسى، التابعة لدولة الإمارات العربية، والتي تحتلها طهران مع جزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى، منذ انسحاب القوات البريطانية من الخليج العام 1971. واعتبر نجاد أن «كل الوثائق التاريخية يؤكد وجود تسمية الخليج الفارسي، منذ آلاف السنين، وعلى الذين يسمّونه باسم آخر، مراجعة عقولهم والنظر إلى خريطة إيران، ليدركوا مع أي دولة كبرى ومقتدرة يتكلمون». وشدد على أن «بعض الحقائق التاريخية، واضح مثل الشمس، ولا يمكن إثارة تساؤل في شأنه. في تسمية المناطق، ثمة تأثير كبير لثقافتها وحضارتها. وفي الماضي، لم تكن هناك أي ثقافة وحضارة، باستثناء الحضارة الإيرانية، وسُمّي هذا الخليج باسم خليج بارس، ثم أصبح الخليج الفارسي. الدول التي تحاول مصادرة اسمه، لا تملك مطلقاً ثقافة وحضارة، لتواجه إيران». وتحدّث عن «عامل ثانٍ في تأكيد اسم الخليج الفارسي»، قائلاً: «في العصور القديمة، لم يكن هناك وجود لأي حكومة كبيرة في المنطقة، مثل حكومة إيران، وكانت كل الثقافات تحت سلطة حاكميتها، وعلى هذا الأساس كانت تسمية الخليج الفارسي». وزاد: «لا نقلق من ادعاءات تتصل بتسمية الخليج الفارسي، إذ أن القلق هو للضعيف». على صعيد مفاوضات الملف النووي الإيراني، قال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن وفد بلاده «سيقدم اقتراحات جديدة، ونأمل بأن تكون للجانب الآخر مقاربة مشابهة وبناءة لدخول المفاوضات». وأكد أن طهران «مستعدة لمحادثات مثمرة، ولمزيد من التعاون» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مشدداً على أن «لغة التهديد والضغوط لن تجدي نفعاً، وهي أدت فقط إلى تعزيز تصميم الشعب الإيراني». واتهم نجاد الغربيين ب «إهانة الشعب الإيراني دوماً، واستخدام لغة القوة ضده»، واستدرك: «أقول لهم باسم الشعب الإيراني: هذا الأسلوب لن يعطي نتيجة. عليهم تغيير لهجتهم والتحدث باحترام». وطالب 204 من النواب ال290 في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، الدول الست ب»التخلي عن سياسة المواجهة وقبول الواقع الذي لا يمكن الالتفاف حوله (تملك إيران طاقة نووية)، في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي». وأشارت الخارجية العراقية إلى «تسوية» توصلت إليها إيران والدول الست والاتحاد الأوروبي، تقضي باستئناف المحادثات في اسطنبول، «على أن يُعقد الاجتماع التالي في بغداد». لكن ناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون، قالت: «أخذنا علماً بالدعوة العراقية، ولكن لا يمكن تحديد المكان إلا بعد انتهاء الجولة الأولى» في إسطنبول. وأضافت: «نحن متفائلون بإمكان أن تؤدي المحادثات مع الإيرانيين، إلى إيجاد أجواء إيجابية تتيح استئناف الحوار» بين الجانبين.