طهران، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – برّأت إيراناليابان أمس، من تهمة «التقصير» بعد تصويتها لمصلحة القرار 1929 الذي أقره مجلس الأمن ويفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، لكنها أبلغت الدول ال15 الأعضاء في المجلس بأن العقوبات «غير الشرعية» تعزّز «تصميمها على مواصلة برنامجها النووي السلمي». وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لوكالة أنباء «كيودو» اليابانية ان «ايرانواليابان هما في منطقة حضارية واحدة وتتمتعان بخصائص تاريخية وثقافية وفكرية مشتركة»، ولا بد أن يكونا إلى جانب بعضهما بعضاً في صورة طبيعية»، مضيفاً ان «إيران لا تعتبر الحكومة اليابانية مقصّرة في شأن القرار الصادر ضدها، بل ترى أن الحكومة الأميركية هي المسؤولة عن إصداره، عبر الضغط على الحكومات والدول الأخرى». وزاد: «في العالم الجديد الذي يجب بناؤه، لا يمكن إيرانواليابان أن تبتعدا عن بعضهما بعضاً». وشدد نجاد على ان «العقوبات في ظروف عالم اليوم، غير فاعلة»، مضيفاً: «في مرحلة الاقتصاد العالمي والتجارة الحرة، يُعتبر استخدام أداة العقوبات أمراً فاشلاً». جاء ذلك في وقت بعث وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي برسائل إلى وزراء خارجية الدول ال15 الأعضاء في مجلس الامن، انتقد فيها «مسارعة الولاياتالمتحدة وإصرارها مع حلفائها على اعتماد قرار ظالم وغير شرعي بحق إيران». وجاء في الرسالة أن «اعتماد قرارات مماثلة لن يؤثر على تصميم ايران على مواصلة برنامجها النووي السلمي، لكنه يعزّز على العكس رغبة بلادنا في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية»، مؤكداً أن «الأسلحة الذرية ليس لها أي مكان في العقيدة العسكرية والدفاعية الإيرانية». وجاء في رسالة متقي إلى وزير خارجية دولة عضو في مجلس الأمن: «إجراء حكومتكم غير المنطقي وسيئ النية في (تأييد) القرار غير الشرعي وغير العادل، أمر يثير أسفاً وحرجاً عميقين». وأضاف: «لا شك في أن هذا الأجراء إزاء الأمة الإيرانية، سيُسجل بوصفه نقطة سوداء في تاريخ العلاقات الثنائية». وصوّتت 12 دولة لمصلحة القرار 1929، فيما صوّتت ضده البرازيل وتركيا وامتنع لبنان عن التصويت. وأفادت الخارجية الايرانية بأن متقي بعث برسالتين الى نظيره التركي أحمد داود أوغلو والبرازيلي سيلسو اموريم، اشاد فيهما ب «دراية وحكمة حكومة وشعب البلدين، لما اتسما به من ممانعة وصمود أمام الضغوط السياسية لبعض الدول وتصويتهما ضد القرار». في الوقت ذاته، بعث متقي برسالة الى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، حذر فيها من «عواقب وخيمة» بسبب قرار الاتحاد فرض عقوبات إضافية على ايران. وجاء في الرسالة: «مثل هذا الأسلوب القائم على المواجهة قد يؤدي من دون شك الى عواقب وخيمة على العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي». وأضاف أن قرار الاتحاد «سيتسبّب بلا شك في خسائر أكبر للاتحاد الأوروبي، بدل إيران، كما يظهر ذلك جلياً في جميع الإحصاءات السابقة». واعتبر أن الاتحاد «سيحرم نفسه عملياً من التعاون الاستراتيجي المحتمل مع شريك قوي ومؤثر في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي الحساسة». وقال: «دعونا نأمل بألا يرضخ الاتحاد للضغوط الاميركية للسير في طريق خاطئ لن يسفر سوى عن عار أبدي أمام أمم العالم ذات التفكير الحر». في باريس، اعتبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن رسائل متقي لأعضاء مجلس الأمن «لا تسير في الاتجاه الصحيح. وما ننتظره من ايران هو ان ترد بمبادرات ملموسة على هواجس المجموعة الدولية». وقال إن «رسائل واضحة جداً وُجهت الى إيران، حتى توافق أخيراً على البدء بمحادثات حول نشاطاتها الحساسة». الى ذلك، اعلنت شركة «جي أس» الكورية الجنوبية للهندسة والانشاءات أنها ألغت مشروعاً للغاز في ايران بقيمة 1.2 بليون دولار، اثر فرض عقوبات جديدة عليها. وأضافت الشركة انها ألغت الاربعاء عقد تحلية الغاز المستخرج من حقل بارس الجنوبي في ايران، والموقع مع شركة بارس للنفط والغاز في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي.