تواصلت الاعتقالات في الأوساط الإسلامية الراديكالية في فرنسا، واستهدفت لاجئاً سياسياً، فيما رجّح وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن تسعى مجموعات إسلامية إلى الثأر لمقتل الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص جنوب البلاد. وقال غيان إن الأجهزة الأمنية اعتقلت الخميس شخصاً يُشتبه في انتمائه إلى أوساط أصولية، وهو لاجئ سياسي تقرّر وضعه في إقامة جبرية، في انتظار تدابير ترحيله عن فرنسا. وكانت أجهزة الأمن اعتقلت منذ أحداث تولوز ومونتوبان، 19 من أعضاء مجموعة «فرسان العزة» المحظورة، في إطار عمليات دهم أُعلن أنها لا ترتبط بالاغتيالات التي نفذها مراح في تولوز وأدت إلى مقتل 9 أشخاص وانتهت بمقتله. وتبع ذلك اعتقال 10 أشخاص، كون غالبيتهم تتسم بجوانب شخصية وميول مشابهة لميول مراح الذي يعتبر محققون أنه أعدّ منفرداً للاغتيالات التي نفذها، وأنه لا ينتمي إلى أي مجموعة أصولية محددة. وأضاف غيان: «ما حصل في تولوز ومونتوبان يدعونا إلى تعزيز يقظتنا، إذ لوحظ في أوساط إسلامية تصاعد في الرغبة بالثأر لمراح» الذي قُتل برصاص القوات الخاصة، بعد محاصرته في شقته طيلة 32 ساعة. وتسببت التفاعلات التي نجمت من أحداث تولوز والاعتقالات التي أعقبتها، بتحويل مسألة الأصولية محوراً رئيساً في الحملة الانتخابية للرئيس نيكولا ساركوزي، المرشح لولاية جديدة، وأثارت انتقادات سياسية وإعلامية في شأن سعيه إلى جذب ناخبي اليمين المتطرف، من خلال تركيزه على الخطر الأصولي في فرنسا. القرضاوي وكانت فرنسا منعت الشيخ يوسف القرضاوي و5 شخصيات إسلامية أخرى، من دخول أراضيها، للمشاركة في مؤتمر لوبورجيه الذي افتُتح أمس ويستمر حتى بعد غد الإثنين، مبررة ذلك بحرصها على النظام العام، ما أثار استياء المسؤولين عن «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» التي رأت في ذلك استهدافاً لها. وفي هذا الإطار، أكد غيان أن السلطات «متيقظة جداً» إزاء هذا المؤتمر الذي يشارك فيه سنوياً حوالى مئة ألف مسلم، لافتاً إلى تكليف الشرطة مراقبة عدم وجود أي امرأة منقبة في الأماكن المحيطة بمكان عقده. في المقابل، أسف رئيس «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» أحمد جاب الله لمنع شخصيات من المشاركة في المؤتمر، وخصوصاً أن ذلك يأتي بعد اغتيالات تولوز ومونتوبان، و «من شأنها توجيه إشارة سيئة» إلى العالمين العربي والإسلامي وإلى مسلمي فرنسا. واعتبر أن القرضاوي والخمسة الآخرين الذين مُنعوا من المشاركة، هم «من أصحاب المواقف المعتدلة»، وأن الكلام المنسوب إليهم لتبرير منعهم من المشاركة، أُخرج من سياقه الصحيح. ويُعبّر هذا السجال عن تردٍ في العلاقة بين السلطات الفرنسية و «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» الذي كان ساركوزي عوّل عليه في شكل أساسي، حين عمل بصفته وزيراً للداخلية، على تأسيس «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» عام 2003، وشارك في العام ذاته في مؤتمر لوبورجيه، ملقياً خطاباً.