الجزائر - أ ف ب - في مؤشر جديد الى استمرار تداعيات اغتيالات الفرنسي الجزائري الأصل 4 يهود و3 جنود مسلمين في 3 هجمات نفذها في تولوز ومونتوبان منتصف الشهر الجاري، منعت السلطات الفرنسية اربعة رجال دين مسلمين، هم مفتي القدس عكرمة صبري والداعية السعودي عائض بن عبد الله القرني والإمام المصري صفوت الحجازي والإمام السعودي عبد الله باصفر، من دخول اراضيها للمشاركة في المؤتمر السنوي ل «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية»، المقرر في لوبورجيه من 6 ال 9 نيسان (ابريل) المقبل. وأيضاً، اكد بيان مشترك اصدره وزيرا الخارجية آلان جوبيه والداخلية كلود غيان ان الشيخ محمود المصري قرر عدم السفر الى فرنسا، على غرار الشيخ يوسف القرضاوي الذي تدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل ايام شخصياً لدى امير قطر حمد آل خليفة لمنعه من حضور المؤتمر، علماً ان القرضاوي يحمل جواز سفر ديبلوماسياً يعفيه من طلب تأشيرة. وتعارض السلطات الفرنسية مواقف القرضاوي والمصري «المتشددة والمنافية لقيم الجمهورية». كما اعلنت ان الأشخاص الأربعة الآخرين ادلوا بتصريحات «حضت على الحقد والعنف يمكن في ظل الظروف الحالية ان تشكل خطراً كبيراً على النظام العام في فرنسا». وهي أسفت لدعوة «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» الأستاذ الجامعي طارق رمضان الذي يحمل جواز سفر سويسري للحضور الى لوبورجيه. وأفاد البيان ان «فرنسا تتمسك بحرية الأديان، وتحرص في ظل التطرف الذي يستهدفها على ان تطبق هذه الحرية في اطار القانون واحترام قيمها الأساسية». الدفن والتحقيقات الى ذلك، دفن مراح في مقبرة كورنباريو بتولوز وليس في بلدة بزاز الجزائرية كما اعلن سابقاً، بعد اعتراض رئيس بلدية البلدة على استقبال جثته «لأسباب امنية». وأعلن عبد الله زكري، مستشار إمام مسجد باريس، ان قبر مراح في القسم الكبير المخصص للمسلمين بالمقبرة التي تمتد على مساحة 33 هكتاراً، وضع في مكان مجهول بلا اسم من اجل تفادي تدنيسه اذا تحول الى مزار. وقال: «ارتكب مراح أعمالاً ارهابية، وقد يعتبر بعض الإرهابيين المجانين قبره مزاراً، فيما قد يدنسه آخرون». وأضاف: «الجزائر لا تتنصل من واجبها، لكنه مواطن فرنسي ولد في فرنسا ونشأ فيها». ولاحقاً، أسف والد مراح، محمد بن علال مراح، لعدم دفن ابنه في الجزائر»، وقال «لن أعلق على قرار السلطات الجزائرية لأنني لا اعرف القوانين». وفي اطار التحقيقات الخاصة بجرائم مراح الذي تحول الى احد عناصر تنظيم «القاعدة»، والمتواطئين المحتملين معه، رجحت مصادر افادته من مساعدة اصدقاء او معارف، بينهم شخص وضع في البريد الشريط المصور لاغتيالات تولوز ومونتوبان، تمهيداً لإرساله الى مكتب قناة «الجزيرة» الإخبارية القطرية في باريس، والتي امتنعت عن بثه. ورصد المحققون في قرية سان بابول التي تبعد بضع عشرات الكيلومترات عن تولوز، سيارة عثر داخلها على خوذة اصحاب الدراجات النارية وقطع الدراجة التي استعملها مراح لتنفيذ هجماته. وامتلك رجل يقيم في المبنى ذاته الذي سكن فيه مراح السيارة التي عثر عليها، وهي من نوع «رينو كليو» مسجلة في هوت غارون بتولوز. وخلال حديثه مع الشرطيين الذين حاصروا شقته قبل قتله، كشف مراح مكان الدراجة التي سرقت مطلع الشهر الجاري. ترتيبات لليهود على صعيد آخر، اعلن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا في رسالة على موقعه الإلكتروني «الاستنفار لتعزيز أمن المدارس اليهودية» بعد قتل مراح ثلاثة اطفال ومدرس يهودي في 19 الشهر الجاري، مشيراً الى ان هذا الاعتداء «كثف الأعمال المعادية للسامية التي تتخذ غالباً شكل تهديدات وإهانات». وأوضح المجلس ان ادارة حماية الجالية اليهودية تحصي هذه الأعمال، ووضعت رقماً هاتفياً خاصاً للإبلاغ عن «اي شخص او طرد او سيارة مشبوهة في محيط مبنى للطائفة». وفي مؤشر إلى حالة القلق، استقبل وزير الداخلية غيان مسؤولي هذه المجموعة لمناقشة مسألة المدارس اليهودية والكنس، مع اقتراب عيد الفصح اليهودي بدءاً من السادس من نيسان (ابريل) المقبل. وفي تولوز، حققت الشرطة في اتصالات ورسائل الكترونية معادية للسامية تلقتها مدرسة عوزار حاتوراه التي استهدفها مراح. والاثنين الماضي، تعرض فتى في الثانية عشرة من عمره «لاعتداء طابعه معادٍ للسامية» في الدائرة الثالثة عشرة من باريس نفذه ثلاثة فتيان آخرين أهانوه وضربوه على رأسه. وفي سارسيل بضاحية باريس الشمالية، حيث تقيم جالية يهودية كبيرة تتحدر من شمال افريقيا، اكتشفت السبت آثار رصاص على باب مدرسة للموسيقى تحمل اسم «اسحق رابين» وضع قربها اعلان عن تجمع امام كنيس تكريماً لضحايا هجمات مراح، في المقابل، صرح رئيس مرصد معاداة الإسلام زكري بأنه لم يسجل أي ارتفاع في هذه الأعمال، وقال: «جرى تداول رسائل على الإنترنت، لكن لم يقع هجوم عنيف ولم يدنس اي مكان»، مؤكداً عقد مسؤولين مسلمين ويهود لقاءات لمناقشة هذه الأعمال.